بلا أدنى شك فإنه على مستوى الأوطان تكون المسئولية الأولى للحاكم هى رفاهية وتقدم الشعب، وهذا ما نستمع إليه قولاً مع أى حاكم، ولكن النتائج تتفاوت طبقاً للمسار والسياسات التى يتبناها مَن بيده القرار. وبنظرة سريعة على الماضى القريب، سنوات ما قبل يونيو 2013، سنجد أن منهج إرضاء الشعب وإعطاء المسكّنات وإبقاء الحال على ما هو عليه كان هو السائد، حيث انتهينا إلى دولة مليئة بالعشوائيات، وتقلص الأراضى الزراعية بالبناء الجائر عليها، وضعف الخدمات التعليمية والصحية، وانهيار المرافق العامة، وسياسات دعم غير رشيدة أهدرت الثروات القومية بأثمان بخسة بلا عائد حقيقى على الوطن والمواطن، وانسحاب الدولة من أداء أدوارها وتحمل مسئولياتها أتاح الفرصة وترك الوطن نهباً لكيانات كادت أن تتمكن من الدولة وشعبها لولا ثورة 30 يونيو، فكانت ثورة شعب أحس بالخطر واستجاب لقائد وضع حياته فى مواجهة قوى لا ترجو الخير ولا التقدم، فكان الحدث الفاصل وكانت بداية حقبة جديدة، حقبة بدأت برغبة شعبية جارفة حملت قائد ثورة 30 يونيو إلى مقعد رئاسة الدولة، وحمّلته مسئولية إعادة بناء وطن يستحقه شعبه العظيم، وطن يتميز بالتقدم والحداثة والعلم والمعرفة والثقافة. بالفعل كانت بداية فترة الولاية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى مختلفة فى سياساتها ومختلفة فى مفرداتها، تميزت بجرأة شديدة فى اقتحام المشاكل المتراكمة والمتوطنة على مدار عقود، جرأة قد يراها البعض مخاطرة من رئيس بشعبيته، ولكنها فى الحقيقة كانت رهاناً من الرئيس على ثقافة شعب يتحمل ويشارك مهما عانى لثقته فى المستقبل الأفضل. ظهر بوضوح توجُّه إلى إعادة بناء الدولة واتساع أواصرها بمدن جديدة، وتطوير العشوائيات، ورفع مستوى المرافق بالريف المصرى بطول البلاد وعرضها، وبناء شبكة طرق لم يسبق لها مثيل، تربط شرق البلاد بغربها، وشمالها بجنوبها، وتطوير وإنشاء موانئ بحرية ومطارات لوضع كافة محافظات مصر ومدنها على خريطة التنمية الصناعية والسياحية، إضافة إلى خطوط النقل العام المختلفة. كل ما سبق هو رؤيتى كمواطن يعيش على أرض مصر، ولا يمكننى كمتخصص فى مجال البترول والطاقة إلا أن أسرد وأرصد ما يتم من إنجازات وطفرات فى السياسات الخاصة بأمور الطاقة فى عالم يعج بالمشكلات والنزاعات والحروب والفوضى التى تحكم سلاسل الإمداد والتى تؤثر بالسلب على الاقتصاد العالمى حتى لحقت بدول عظمى لم يكن من المتصور أن تتضرر. فى هذا الوضع الذى يتميز بعدم الاستقرار نجدنا فى مصر نخطو خطوات جادة وواضحة نحو استغلال ما نملك من بنية أساسية فى مجال البترول والغاز لنصبح مركزاً إقليمياً رابطاً بين المنتج والمستهلك، مستفيدين من موقع متميز وخبرات بترولية وثقة لدى أكبر الشركات البترولية العالمية، فنرى بصفة مستمرة اتفاقيات بترولية جديدة واكتشافات وعمليات تنمية للحقول فى مختلف مناطق مصر بحراً وبراً، وما حقل ظهر ببعيد كمثال، وأؤكد أن المؤشرات والدراسات تشير إلى تكرار العديد مثله فى المستقبل القريب. وفى مجال الطاقة كانت سياسة تنويع مصادر الطاقة هى البوصلة المحركة لجهود الدولة، لنرى جهوداً كبيرة فى جذب استثمارات فى مجال الطاقات الجديدة والمتجددة، وكذلك الخطوة التى طال انتظارها لعشرات السنين بالدخول إلى مجال توليد الطاقة النووية بمحطة الضبعة، حيث يتيح خلق خليط من الطاقة الاستغلال الأمثل لكافة موارد وثروات الدولة بتعظيم العائد وزيادة الموارد. نبدأ مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فترة رئاسية جديدة أراها ستكون هى الأهم لأنها فترة حصاد لجهود كبيرة وفترة يشعر فيها المواطن المصرى بنتائج ما تم من إعادة بناء واستقرار اقتصادى وتحسن الظروف المعيشية والحياتية للشعب والدخول بحق إلى مصاف الدول المتقدمة، لينعم شعبها والأجيال القادمة بحياة أفضل وأسعد بإذن الله. رسالتى إلى الرئيس تحملنا معك، ونقدِّر جهدك وإنجازك ونطمع معك فى المزيد والمزيد، ونطمح إلى رؤية مصرنا الحبيبة فى أعلى مكانة وأن تكون بالفعل كما وعدت أنت «قد الدنيا».