ناشدت الأممالمتحدة، أطراف النزاع في اليمن، تجنيب المستشفيات واستئناف عملية التزود بالمحروقات، التي أرغم نقصها برنامج الأغذية العالمي على وقف توزيع المواد الغذائية في عدد من مناطق البلاد. وبعد خمسة أسابيع من الحرب، ما يزال برنامج مساعدة المدنيين، الذي أعلن عنه التحالف العربي بقيادة السعودية من دون تنفيذ بسبب مواصلة العمليات العسكرية وتكثيفها. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم، أن حوالي 7,5 ملايين يمني، أي ثلث السكان، تطالهم تبعات النزاع، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة القتلى في هذا البلد الفقير. وأكدت الوكال،ة في تقرير بشأن الوضع "بين مارس وأبريل رصد 1244 قتيلا في المؤسسات الصحية و5044 جريحا". وأضافت أن إمكانية الوصول إلى غالبية الطرقات، التي تصل العاصمة صنعاء بمناطق تعز وعدن والضالع ولحج (جنوب) تتراجع تدريجيًا، الأمر الذي يحد من القدرة على توزيع الأدوية. ودفع تدهور الوضع الإنساني بأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، إلى دق ناقوس الخطر، وطلب أمس، "من جميع الأطراف ضمان وصول أمن للوكالات الإنسانية إلى السكان". بعد تكرار دعوته إلى "وقف فوري لإطلاق النار، وحتى ذلك إلى هدنات إنسانية"، وطالب بان على الفور باستئناف استيراد المحروقات لتجنب تفاقم الوضع الإنساني الكارثي". وتابع أن "الجهاز الصحي في اليمن والخدمات الصحية والاتصالات على وشك الانهيار"، مضيفًا أن العمليات الإنسانية ستتوقف في الأيام المقبلة في حال عدم استئناف التموين بالمحروقات". واعتبر بان أن الهجمات على البنى التحتية المدنية ومنها المستشفيات ومستودعات المنظمات الإنسانية ومنشآت الأممالمتحدة غير مقبولة وتخالف القوانين الدولية". وأعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس، عن توقفه تدريجيًا عن توزيع الأغذية بسبب النقص في المحروقات. وأضاف أنه وفر في الأسبوعين الأخيرين، مساعدات غذائية طارئة إلى 700 ألف شخص في مختلف أنحاء اليمن. منذ 26 مارس، تقود السعودية تحالفًا من 9 دول عربية ينفذ غارات جوية على مواقع المتمردين الحوثيين الشيعة ومن يحالفهم لمنعهم من السيطرة على كامل أراضي اليمن. وميدانيًا، تدور معارك في عدن منذ أسابيع عدة حيث يحاول المتمردون السيطرة عليها وعلى تعز بشكل كامل لكنهم يواجهون طيران التحالف ومقاتلي "اللجان الشعبية" المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي. ويبدو الوضع الإنساني في عدن حرجًا بشكل خاص حيث قتل نحو 50 شخصاً غالبيتهم من المتمردين الحوثيين ومن يحالفهم في غارات جوية، بحسب مسؤول في مستشفيات المدينة الواقعة في جنوب اليمن. وقال المسؤول رافضا ذكر اسمه أن 29 من الحوثيين والجنود الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح قتلوا في غارت جوية استهدفت مواقعهم ليل الخميس الجمعة. وأضاف أن عشرة من أنصار هادي قتلوا في مواجهات في حين لقى ثمانية مدنيين مصرعهم وأصيب 59 شخصًا بجروح. وقال سكان إن طيران التحالف الذي تقوده السعودية استهدف قوافل للحوثيين قادمة من محافظتي أبين ولحج شمال عدن. ويفرض الحوثيون حصارًا على الأحياء القريبة من الميناء ويمنعون نقل المساعدات وإجلاء الجرحى، على ما أكد المتطوع في أجهزة الإنقاذ بسام القاضي لفرانس برس. من جهته، أشار عماد بطاطا إلى احتمال خطر المجاعة في حي المعلا، في منطقة الميناء، قائلاً: "هناك مخبز واحد يعمل. وننتظر في الطابور لساعات املا في الحصةل على بضعة أرغفة". من جهتها، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقرير نشر الخميس في صنعاء، أن موظفيها اضطروا إلى إخلاء مستشفى الجمهورية في عدن الذي بات "على خط الجبهة".