«بحاول ألحق العيش.. وربنا يجيب لنا رئيس يؤكلنا بقلاوة» قالتها وهى تتمالك نفسها من الضحك، فور خروجها من باب اللجنة الانتخابية بمدرسة الشهيد عاطف بالمطرية، محاولة اللحاق بطابور العيش - حيث يجاور كشك توزيع العيش لجنتها الانتخابية - بعدما قضت نحو الساعة فى طابور السيدات المصطف أمام المدرسة للإدلاء بصوتها، الست فاطمة فى عقدها الخامس ترى أن الفارق بين الطابورين كبير، طابور الانتخابات «فيه كلام بس» بينما طابور العيش «فيه كلام وزعيق ودفع فلوس كمان». على الرصيف المقابل لفرن العيش، تجلس سيدة عجوز لالتقاط أنفاسها، فيما تنظر فى يدها اليمنى على آثار الحبر الفسفورى، وتقول «أنا مبسوطة أوى إنى أول مرة أنتخب بجد»، فيما تعلق إحدى الواقفات فى الطابور الانتخابى «خلاص الحريم بقى ليها قيمة فى البلد». «اليوم ده عيد، النهارده بس، حسينا إننا عملنا ثورة» قالتها وهى تحتضن بين ذراعيها عشرة أرغفة عقب خروجها من طابور العيش، الحال بين الطابورين يمثل النقيض حسب «مى فؤاد» طالبة بكلية الحقوق، العيش «لزوم المم»، والانتخابات «عشان حق الشهدا»، صاحبة العشرين عاماً لم تجد مشقة فى دخول اللجنة، فمجيئها مبكراً وفّر عليها الكثير، تغادر صاحبة السبق طابور اللجنة، قائلة «مكنش فيه وعى وصوتنا كان كده كده بيتاخد من غير ما نروح»، فيما تعقب هويدا عبدالكريم بملابسها الفضفاضة وهى تحمل رضيعها صاحب الأشهر الستة «عاوزة الريس يبص للغلابة». تنتظر إحدى المنتقبات مجىء العيش بأعين متلهفة، مؤكدة أن وقوفها فى الطابور الانتخابى، رسالة للرئيس القادم لمنع الأفران من بيع الدقيق «لما ييجى الرئيس مش هنقف فى طوابير تانى»، وتجلس أمامها مدام هناء من داخل الكشك التابع لشركة «المصريين لخدمات المخابز»، معلنة أن وظيفتها لن تقف حائلاً أمام إدلائها بصوتها الانتخابى، لأن إغلاق الكشك الموجود بالمطرية فى الواحدة ظهراً سيكون إيذاناً ببدء مشوارها لوضع صوتها فى الصندوق بحدائق القبة.