شهدت الجلسة العامة بالجمعية التأسيسية، مساء اليوم، خلافات حادة وسجالا شديدا بين كل من الدكتور محمد البلتاجي وبين عمرو موسى، وذلك بعد تأكيد الأخير على وجود وثيقة موقعة من ثلث الأعضاء يتحفظون فيها على مسودة الدستور وعلى تشكيل اللجنة المصغرة للصياغة، وهو مارفضه البلتاجى واصفا ذلك بأنه "رسائل إحباط لتشويه الجمعية وإحباط الشعب المصرى، يوجهها عدد من أعضاء الجمعية بشأن الدستور"، مضيفا "لن نسمح بحرق البلد". وقال البلتاجي "إن الجميع أمام مسؤولية تاريخية لنصنع توافق بين أعضاء الجمعية حول دستور يحقق مطالب هذا الشعب"، مؤكدا أن "ما يقال من اتهامات وأقوال ليس وراءها هدف إلا تعطيل عمل الجمعية، وعدم إنجاز الدستور لاستمرار إغراق البلاد فى حالة الفوضى"، وأشار إلى أن مواد الدستور "تضمنت صيانة كافة المقومات الأساسية للمجتمع والقيم والثوابت لهذا الشعب"، نافيا وجود أي مواد لتقييد الحريات "بل تصحيح مسيرة الكبت للحريات التى عانى منها الشعب على مدار 60 عاما الماضية". وتابع البلتاجي قائلا "الناس تطلب الشريعة والدين بحب وقناعة وليس إكراها كما يقال"، ودعا أعضاء الجمعية للتفرغ لمناقشة مواد الدستور، وعددها 231، مناقشة جادة بها نقد بناء "وليس نقدا من أجل الهدم وفرض أجندات معينة". استفز كلام البلتاجي عمرو موسى، فرفض بدوره ما يقال بأن تلك الملاحظات ضد إنجاز الدستور، مشيرا إلى أن هذا يتنافى مع أبسط قواعد الديمقراطية، وأكد موسى أن "الهيصة والزيطة لن ترهبنا، أو تجعل أحدا يتملك الجمعية"، وقال موسى "لن نسمح لأحد بأن يتملك الجمعية التأسيسية ويحتكر إعداد الدستور الجديد مستخدما الغالبية العددية".