بدروم مهمل، أسفل بناية بسيطة من الطوب مكون من حجرتين صغيرتين لهما باب صغير مهشم، تجاوره «حانة» مغلقة لبيع الحلوى للأطفال وأمامها كومة من «الكراتين» وعبوات للمقرمشات، تحتاج إلى دخوله لعبور ممر ضيق غير ممهد، ملىء بقطع من الحطام والحجارة الخرسانية «ردش» وقمامة، وتقع البناية بين مبنيين ضخمين، أحدهما قصر الزعيم الشعبى الراحل عمر مكرم فى شارع المحافظة بمدينة قنا، حيث خارجه دراجة هوائية تبدو عليها الإنهاك والإهمال.. هكذا يبدو المنزل الذى نشأ فيه أحمد مصطفى إبراهيم، الشهير ب«المستريح»، صاحب أكبر واقعة نصب فى الصعيد. نشأ أحمد المستريح فى هذا البناية المتواضعة، ثم ترك عائلته، وعمل فى مشروعات عديدة، وقطع صلة رحمه، وترك أهله فى معاناة مع المرض والفقر، فلم يحضر إلى بيت والده منذ 15 عاماًَ فكانت آخر مرة يزور البيت عقب وفاة شقيقه «منصور»، ولم يقدم أى عون أو مساعدة لشقيقه الآخر «محمد»، 65 عاماً، المصاب بمرض القلب ويعانى الفقر والألم -حسب قوله-، ويضيف شقيقه أن والدته طريحة الفراش، ولا تدرى أنه متهم فى أكبر قضية نصب، وأنها إذا علمت بالقضية قد تفارق الحياة حزناً. ويتابع «محمد»: «أحمد قطع بينا وما بنشوفهوش، ولا بيساعدنا وآدى البيت شوفه عامل إزاى»، رافضاً الظهور للإعلام أو التصوير، مشيراً إلى أنه كان مجتهداً منذ صغره، إلا أنه لم يتوقع أن تكون نهاية عمله واجتهاده أن يكون متهماً من مئات الأشخاص الذين تعرضوا للنصب على يديه، موضحاً أنه لم يحصل على مساعدات منه للإنفاق على علاجه، حيث أجرى أكثر من عملية فى القلب على نفقة الدولة، وكذلك والدته التى لم تفارق الفراش بسبب مرضها الدائم.