تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023، عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها الفصائل الفلسطينية، إلى استغلال الحرب لتنفيذ مخطط تهجير أهالي القطاع إلى مصر، وهو ما يتضح في بعض التصريحات التي تتناثر هنا وهناك، إضافة إلى التقارير الصحفية وشهادات بعض المعنيين بالقضية. في مقال رأي نُشر بصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، تحدث فيليب لازاريني المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة «أونروا» عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، والتركيز المتزايد بالقرب من الحدود مع مصر للمدنيين النازحين الذين فروا من القتال، أولاً في الشمال ثم جنوبًا. وقال «لازاريني» إن «الأممالمتحدة والعديد من الدول الأعضاء، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، رفضت بشدة تهجير سكان غزة قسراً من قطاع غزة، لكن التطورات التي نشهدها تشير إلى محاولات لنقل الفلسطينيين إلى مصر، بغض النظر عما إذا كانوا يقيمون هناك أو يتم توطينهم في مكان آخر». استمرار السيناريو يعني نكبة ثانية وأضاف أن الدمار الواسع النطاق في شمال الأراضي الفلسطينية – أي قطاع غزة – وما نتج عنه من عمليات نزوح هي «المرحلة الأولى من هذا السيناريو»، في حين أن إجبار المدنيين على مغادرة مدينة خان يونس الجنوبية بالقرب من الحدود المصرية هو المرحلة التالية. وقال «لازاريني» إنه «إذا استمر هذا المسار، فهذا يؤدي إلى ما يسميه الكثيرون بالفعل النكبة الثانية، فلن تكون غزة أرضًا للفلسطينيين بعد الآن»، مستخدمًا المصطلح العربي للنزوح الجماعي أو التهجير القسري ل 760 ألف فلسطيني خلال الحرب التي تزامنت مع عام 2018. قيام إسرائيل عام 1948، أي كلمة «النكبة». العدوان يتواصل وحديث عن إعادة توطين وأدى أكثر من شهرين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى نزوح معظم سكان القطاع، وهو المخطط الذي اعتبره الرئيس عبدالفتاح السيسي خطاً أحمر، باعتباره تصفية للقضية الفلسطينية ومساسًا واضحًا وصريحًا بالأمن القومي المصري. وتشن إسرائيل في الوقت الحالي عملية عسكرية واسعة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وذلك بعد أن قامت بتفريغ شمال القطاع بالكامل من السكان، علماً أن الكثافة السكانية في غزة كانت تتركز بصفة رئيسية في الشمال. ورغم أن إسرائيل تنفي أن تكون لديها خطة لتهجير سكان غزة إلى مصر، لكن وزيرة المخابرات في دولة الاحتلال جيلا جمليئيل قالت الشهر الماضي إن أحد «الخيارات» بعد الحرب سيكون «تشجيع إعادة التوطين الطوعي للفلسطينيين في غزة، لأسباب إنسانية، خارج القطاع».
