د. ياسر الميداني استشاري علاج الروماتيزم بإنجلترا تحدث خشونة فى المفاصل نتيجة تآكل تدريجى فى غضروف المفصل، وتقوم الغضاريف بوظيفة هامة، حيث تعمل كوسادة حانية بين عظام المفصل، وبذلك تمنع احتكاك العظام بعضها ببعض، ولأسباب مختلفة قد تكون منفردة أو فى أغلب الأحيان مجتمعة مثل: تقدم السن، عوامل وراثية، وجود إصابات سابقة فى المفصل، أو الوزن الزائد، يظهر تأثر الغضروف بهذه العوامل فى صورة نقصان فى السمك الذى يزداد تدريجيا حتى يفقد المفصل طبقة الغضروف هذه. وتبدأ عظام المفصل فى الاحتكاك ببعضها البعض مما يسبب آلاماً متفاوتة خاصة مع الحركة، وقد يشعر المريض ببعض التيبس فى المفصل، خاصة فى الصباح أو بعد جلوسه لبعض الوقت (مثلا لمشاهدة التليفزيون). ومع تقدم الحالة قد يتورم المفصل أو تقل حركته، وقد تظهر بعض النتوءات العظمية مسببة المزيد من الآلام. وقد تطورت سبل تقييم خشونة المفاصل فى العقد الأخير، وتعتبر أشعة إكس هى الوسيلة التقليدية لتقييم المفصل المصاب، إلا أنها ليست الوسيلة الأفضل لتقييم المرض فى مراحله الأولى، حيث يلعب التقييم بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسى على المفصل دوراً هاماً لتقييم درجة تأثر المفصل فى مراحله الأولى. وتتفاوت سبل العلاج تبعا لشدة تآكل الغضاريف، ففى المراحل الأولى من المرض قد يحتاج المريض بعض المسكنات للآلام مع اتباع برنامج شامل لتخفيف الوزن وتقوية عضلات الفخذ والساقين، خاصة العضلة الرباعية، التى تلعب دوراً هاماً فى دعم المفصل وتقليل الآلام. أما فى المراحل المتوسطة فقد يحتاج المريض إلى الأدوية المثبطة للالتهاب لفترة محدودة. وقد يحتاج الطبيب المعالج إلى استخدام بعض المواد الداعمة للغضاريف مثل جلوكوزامين وكوندرويتين، التى قد تساعد فى تخفيف آلام المفصل. أما فى حالة استمرار الآلام فقد يحتاج المريض إلى حقن المفصل بمواد داعمة للغضاريف مثل عقار هيالارونيك أسيد، الذى أثبت فاعلية خاصة فى المرضى المصابين بخشونة فى مفصل الركبة. أما فى الحالات المتأخرة فقد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لتغيير مفصل الركبة. وأخيراً يجب التنبيه على أن عمل الريجيم وخفض الوزن مع عمل التمارين المقوية لعضلات الفخذ والساق هما السلاح الأول والفعال لحماية المفصل من التآكل وتقليل فرصة حدوث الآلام. وهو ما أوصت به الكلية الأمريكية للروماتيزم فى توصيتها لعلاج خشونة المفاصل.