احتفل حزب يسار الوسط العمالي في إسبانيا، بالانتصار في الانتخابات التي جرت في الأندلس أمس. وضَمِن حزب العمال الاشتراكي الإسباني 47 مقعدًا، ما يعني أنه ينبغي عليه بناء تحالفات للبقاء في السلطة داخل معقله التقليدي. ومع إحصاء 96 % من الأصوات، كان أكبر الخاسرين هو حزب "الشعب"، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ماريانو راخوي، والذي جنى 33 مقعدًا أمس بعد أن كان أحرز 50 مقعدًا في انتخابات عام 2012. لكن القصة الحقيقية لهذه الانتخابات كان صعود اثنين من الأحزاب الوليدة وهما حزب بوديموس، الذي لديه صلات بحزب سيريزا اليوناني المناهض لسياسة التقشف، وحزب "إسيودادانس"، وهو حزب وسط يعني اسمه (مواطنون). وجاء "بوديموس" ومعناه "قادرون"، في المرتبة الثالثة محرزًا 15 مقعدًا في برلمان الأندلس المكون من 109 مقاعد، بينما أنهى "أسيودادانس"، السباق في المرتبة الرابعة ب 9 مقاعد. وحكم الاشتراكيون، الأندلس بشكل مستمر منذ عام 1982، لكن الحزبين الجديدين يلقيان باللائمة على المؤسسة السياسية في إسبانيا في ارتفاع معدل البطالة في الأندلس إلى 34.2 % وهو أعلى معدل في إسبانيا. وجرى تسمية اثنان من القادة الاشتراكيين السابقين في الأندلس كمشتبه بهما خلال تحقيق حول الكيفية التي انشئ بها صندوق لمساعدة العاطلين عن العمل زعم أنه يدار عن طريق الاحتيال ويستفيد منه سياسيون وقادة بالاتحادات العمالية وحتى بعض عائلاتهم وأصدقاءهم. واهتز حزب "الشعب" أيضًا جراء فضيحة، حيث زج بأمين الصندوق السابق، لويس بارسيناس، في السجن بعد أن وجد أنه يحتفظ بملايين اليورو في حسابات سرية ببنوك سويسرا. وبدت زعيمة الاشتراكيين، سوزانا دياز، مرحبة بالدماء الجديدة في البرلمان قائلة إن ذلك سيؤدي إلى "حقبة جديدة" في الأندلس. وستكون نتائج الأندلس محل دراسة السياسيين والمحللين في كل أرجاء البلاد، حيث ستجرى الانتخابات في الأقاليم الأخرى في شهر مايو بينما ستجرى الانتخابات العامة في البلاد قبل نهاية العام.