سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«العوضى»: الحديث عن تهديد «الإخوان» للإمارات حقيقة وليس كلاماً مرسلاً.. ومن حقنا تحصين نظامنا من أى تدخل مساعد وزير الخارجية الإماراتى يتحدث ل«الوطن»: تصريحات «خلفان» تعبر عن شخصه فقط
بعد أن ألقت الإمارات القبض على نحو 60 إسلاميا واتهمتهم ب«الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة فى البلاد، والتآمر للإطاحة بالحكومة»، تصاعدت حدة نبرة الانتقادات الإماراتية الموجهة ضد الجماعة فى مصر، ولم تعد الانتقادات تقتصر على «تغريدات» -تعبر فقط عن صاحبها- كتصريحات ضاحى خلفان قائد شرطة دبى على مواقع التواصل الاجتماعى، بل وصلت إلى سلسلة تصريحات رسمية من قمة هرم الخارجية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الذى قال فى مؤتمر صحفى إنه «يجب على دول الخليج التعاون لمنع الإخوان من التآمر لتقويض الحكومات فى المنطقة». وأضاف أن «فكر الإخوان لا يؤمن بالدولة الوطنية ولا يؤمن بسيادة الدول ولهذا السبب ليس غريبا أن يعمل التنظيم العالمى للإخوان على اختراق هيبة الدول وسيادتها وقوانينها». «الوطن» حاورت رجل القانون فى الخارجية الإماراتية، الدكتور عبدالرحمن العوضى مساعد وزير الخارجية الإماراتى للشئون القانونية، حول علاقات الإمارات والإخوان، وحول قضية الخلية الإخوانية المعروضة أمام القضاء الإماراتى، وأكد أن الحديث عن تهديد الإخوان للإمارات ليس كلاما مرسلا، وأن من حق الإماراتيين تحصين نظامهم الحاكم من التدخل بأى طريقة.. وإلى نص الحوار: * كيف تُقيّم العلاقات بين مصر والإمارات بعد الثورة المصرية؟ - علاقاتنا دائما مع مصر أخوية وقائمة على تفاهمات قديمة ومصالح مشتركة، ومصر دولة محورية وعربية شقيقة وكبيرة، ولها دور كبير فى مراحل تاريخ بناء دولة الإمارات العربية المتحدة، وساعدت فى نشأتها، بخبراتها وشعبها من أطباء ومدرسين ومهندسين وكلنا تعلمنا على أيدى أساتذة مصريين وأكملنا دراستنا فى مصر، ولا أحد يمكن أن يزايد ويقول فى لحظة إن علاقتنا بمصر انتهت. لكن موقفنا من أى جماعة أو منظمة يجب ألا ينسحب على الدولة، وعلاقتنا بمصر يجب أن تكون منفصلة تماما عن موقف الدولة من أى طرف أو أى جماعة. * هل هناك خلط بين موقفكم من الإخوان وعلاقتكم بالدولة المصرية؟ - هناك خلط سائد عندما تتحدث الإمارات عن موقفها من جماعة لها إشكاليات معها أو مع أفراد ينتمون إليها، نتيجة ضبط خلية متهمة بمحاولة زعزعة الأمن وهى بين أيدى القضاء الآن، لكن هذا لا يعنى أن هناك إشكاليات مع الدولة المصرية فى حقيقة الأمر، ولا نريد هذا الخلط بأى حال من الأحوال، ويجب أن يكون واضحا أن التعاون بين الدولتين قائم دون هذا الربط. * الحكمة فى ردود الفعل من عادة القيادة الإماراتية، خصوصاً الشيخ زايد مؤسس الدولة.. لكن أين الحكمة الآن فى التصريحات المثيرة من جانب مسئولين إماراتيين التى تهاجم الإخوان.. وبالمثل التصريحات مشابهة من جانب الجماعة؟ - هناك حريات فى مصر والإمارات، ونحن لا نحاسب الناس على أقوالهم، وكل إنسان يستطيع أن يقول ما يشاء، لكن يجب ألا تعمم تلك التصريحات وسحبها على علاقة الدولتين، خصوصاً عندما تكون التصريحات من جانب شخص غير رسمى، وأياً كانت التصريحات لا نريدها أن تكون سببا فى التوتر أو تحدث خللا فى العلاقة بين البلدين بسبب فلان أو علان. * وهل ضاحى خلفان قائد شرطة دبى ليس شخصا رسميا؟ -خلفان يؤكد بنفسه دائما أن تصريحاته تعبر فقط عن شخصه، وهذا أيضاً موقف الحكومة الإماراتية. ورغم المناوشات الكلامية، لم أجد أى مواطن إماراتى تحدث عن مصر، ويجب أن نفرق بين مصر والإخوان، لأن مصر ليست هى الجماعة، والإخوان ليست هى مصر التى تتضمن مكونات كثيرة، وعندما أختلف مع مكون واحد لا يعنى أننى أختلف مع مصر لأنها أكبر من أى فصيل، ونحن نحترم المسئولين فى مصر ونحترم اختيار الشعب المصرى، ويجب على الإعلام أن يعى أننا لسنا ضد مصر أو شعبها. * لكن هناك أيضاً تصريحات من وزير الخارجية الإماراتى نفسه، كيف ترى هذا التصعيد؟ - تصريحات وزير الخارجية الأخيرة تأتى فى ظل ما جرى ذكره عن الخلية المضبوطة، خصوصاً أن التحقيقات كشفت أن لديها برنامجا للإخلال بأمن الدولة الإماراتية وأن لها تواصلا مع الخارج ولديها تمويل وخطة محكمة تعمل على تنفيذها منذ عدة سنوات. وهذا ما استدعى وجود موقف رسمى للدولة التى من حقها أن تحمى النظام القائم فيها وتحافظ على سيادتها وتحصن نظامها من التدخل بأى طريقة. * هل فعلا الإخوان يمثلون تهديدا حقيقيا لدول الخليج؟ - الحديث عن التهديد ليس أقوالا مرسلة؛ لأن هناك مجموعة ثبت فى الحقيقة تورطها أو لنقل جرى ضبطها وهى تخالف أحكام وقوانين ونظم الدولة الإماراتية، والموضوع برمته أمام السلطة القضائية وإذا كانت هناك أدلة ستحال القضية للمحاكمة، وستكون محاكمة عادلة تصدر العقوبة التى يحددها القانون. هذه المجموعة متهمة بمحاولة قلب نظام الحكم وينتمون لتنظيم عالمى يتدخل فى الشئون الداخلية للدولة سواء من خلال تمويلهم أو دعمهم، ونتمنى ألا يكون هناك بُعد دولى للموضوع ويكون المتهمون أبرياء والأيام ستكشف لنا لذلك. * إذا كان الإخوان يمثلون تهديدا للخليج.. فكيف تفسر التباين فى المواقف الخليجية منهم، خاصة الدعم القطرى؟ - نعم هناك علاقات قوية بين الطرفين، واستقبال على أعلى مستوى لقيادات إخوانية فى قطر، لكن سبب ذلك يعرفه القطريون وليس أنا. * كيف تؤثر العلاقات المصرية الإيرانية على مسار علاقات مصر بالإمارات؟ - من حق كل دولة أن تقيم علاقاتها الدولية على أساس مصالحها الوطنية، ونحن لا نتدخل فى هذا الأمر. لكن الإمارات لديها مشكلة حقيقية مع إيران كل العالم يعرفها وهى احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، ومصر كدولة كانت داعمة لحقوقنا فى هذه الجزر ومحافظة على أمن الخليج، لكن الأمر الآن غير واضح تماما. * هل أثرت الثورة المصرية على أوضاع المصريين فى الخليج والإمارات تحديدا؟ - الإجابة ليست بنعم أو لا، وهذا يعتمد على موقف كل دولة خليجية من الثورة فى مصر، وكذلك على سلوك المصريين أنفسهم وعدم تعرضهم للسيادة الداخلية للدول وهو مبدأ مستقر فى ميثاق الأممالمتحدة ينص على أن تكون سيادة الدول مصانة وعدم التدخل فى شئونها، ونحن نسمع تصريحات كثيرة عن عدم تصدير الثورة المصرية لدول الخليج وعدم التدخل فى شئونها، وأتمنى أن يصاحب الكلام الجميل فعل يتلاءم معه. * أوضاع العمالة المصرية فى الخليج تتضرر ببعض الممارسات الفردية من نظام الكفيل.. كيف يمكن مواجهة ذلك؟ - كل دولة لديها نظام خاص للعمل وكل أجنبى يعمل فى الإمارات أو غيرها من دول الخليج يعلم مسبقا بنظام الكفيل وهو نظام لا يطبق على المصريين وحدهم، ونحن فى حاجة للعمالة المصرية كما هى فى حاجة إلينا ولذلك هناك جهود لتطوير هذا النظام للمحافظة على حقوق العمال، لكن لا بد أن يتماشى التطوير مع حماية مصالح الدولة، فضلا عن حماية مصالح العمالة وأصحاب العمل. * «خلفان» حذر من وقوع سوريا فى أيدى الإخوان، هل التخوف من الجماعة يعرقل تقديم الإمارات الدعم للشعب السورى؟ - فى الحقيقة هذه التساؤلات تطرح على ضاحى خلفان نفسه، وقلت إن تصريحاته تعبر عنه هو فقط، ونحن داعمون للشعب السورى من الناحية الإنسانية ونقدم لهم مساعدات إنسانية ونمد يد العون للنازحين فى المخيمات الأردنية والتركية وغيرها.