ناقش قادة الاتحاد الأوروبي، القلقين من استخدام المهاجرين ليبيا كنقطة انطلاق نحو القارة، اليوم، كيفية مساعدة البلد الذي مزقه الصراع في استعادة الاستقرار، إلا أنهم كانوا مترددين في الالتزام بإرسال قوات. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، فيديريكا موغريني، إن أوروبا "تعتزم السير في كل طرق الدعم الممكنة، حتى فيما يتعلق بخطة الأمن، لتشكيل حكومة وحدة وطنية مستقبلية". وكانت قالت في وقت سابق، إن أوروبا قد تشن عملية عسكرية حدودية وتساعد في بناء الشرطة الليبية ونظم العدالة. لكن العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي ال 28 يترددون في إرسال القوات أو الموارد بينما لا تزال ليبيا غير مستقرة في ظل وجود حكومتين متنافستين بها. وتعد ليبيا نقطة المغادرة الرئيسية للمهاجرين من أفريقيا هربًا من الفقر أو الحرب بحثًا عن حياة أفضل في أوروبا، وأثار الصراع مخاوف عميقة من إمكانية عبور المتطرفين إلى أوروبا. وأظهرت إحصاءات الاتحاد الأوروبي الصادرة اليوم الجمعة ارتفاع عدد طلبات اللجوء في 28 دولة عضو في الاتحاد بمقدار 44% من عام 2013 إلى 2014، لتصل إلى 626 ألف طلب، وواحد من كل 5 هو من الفارين من الصراع في سوريا. وقال رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشيل، لدى وصوله لحضور اليوم الثاني من قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إنه "ينبغي على أوروبا أن تظل في حالة تأهب لأنها من المحتمل أن تكون معنية بعواقب أي تدهور في ليبيا، سواء كان ذلك يتعلق بالهجرة والتطرف والإرهاب أو كل أنواع التهريب". ويتواجد في ليبيا برلمانين وحكومتين في البلاد، جنبًا إلى جنب الجيوش والمليشيات المتناحرة، وأغرق الصراع على السلطة والقتال العنيف البلاد في الفوضى ومهد الطريق أمام توسع تنظيم الدولة الإسلامية. وسيقدم قادة الاتحاد الأوروبي دعمهم للمحادثات التي تجري في المغرب برعاية أممية بين الفصائل المتناحرة في ليبيا، إلا أنهم لن يقدموا على أي عمل بدون طلب رسمي من الأممالمتحدة أو من خلال دعوة من ليبيا نفسها. وقالت "موغريني"، التي تواجه بلادها إيطاليا طليعة موجات الهجرة القادمة من ليبيا، إنها "ستقدم مقترحات ملموسة" بشأن التدابير الممكنة إلى الاجتماع المقبل لشؤون خارجية الاتحاد الأوروبي في العشرين من أبريل.