يضم العراق العديد من الجيوش التي تدور فكرة نشأتها حول حفظ الأمن والسلامة فيه، وظهرت على السطح عقب إعدام الرئيس الأسبق للدولة صدام حسين على يد القوات الأمريكية صبيحة عيد الأضحى عام 2006، كما ساعد ظهور تنظيم "داعش" على الظهور الكبير لتلك الميليشيات، والتي كونت بدورها العديد من الجيوش التي صُنفت جيوشًا غير رسمية للدولة العراقية. الحَشد الشعبي: قوات شبه عسكرية، كوّنت من شيعة العراق، ولكنها استطاعت تطوير نفسها من خلال ضم عشائر من سنة العراق من محافظة صلاح الدين وكذلك من الكرد الفيليين، حيث برزت في سياق التعاون على محاربة تنظيم داعش، وذلك بعد فتوى المرجع الديني "علي السيستاني" بالجهاد الكفائي لتحرير العراق من "داعش". اتهمت بعدم وجود ضوابط لتنظم عملها مع وزارة الداخلية ووزارة الدفاع رسميًا، حيث ارتبط اسمها بعمليات خطف وابتزاز وما إلى ذلك، حتى صرحت الحكومة العراقية بأن سبب ذلك استغلال عصابات لاسم الحشد الشعبي. قوات البشمركة الكردية: مقاتلون أكراد، والاسم يعني "المواجهون حتى الموت"، ويعد هذا المصطلح أحد المصطلحات المقدسة عند الشعب الكردي، لكونه يعنى العمل بنكران الذات مضحيا بحياته من أجل الحرية، وهي من أقدم القوات المسلحة في العراق، تعود إلى عشرينات القرن العشرين في أواخر عصر الدولة العثمانية، ويدور عملها حول كونها قبائل كردية في شمال العراق، التحقت في حرب داخلية بين أعضائها في التسعينات من القرن العشرين، لتنهيها بعد عقد مصالحة بين الزعيمين الرئيسين مسعود برزاني وجلال طالباني، حيث شاركت في عملية لمطاردة المطلوبين من القوات الأمريكية، وتعد الآن أحد الجبهات المحاربة ضد تنظيم "داعش" في العراق. الميليشيات الشيعية: من أبرز الجهات المحاربة في العراق، إلا أنها تنقسم إلى عدد من الفصائل، أبرزها: 1- فيلق بدر: أسس في "طهران" في عام 1981 من قبل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، على يد عالم الدين الشيعي "محمد باقر الحكيم" الذي اغتيل في عام 2003 بعد أشهر من الاحتلال الأمريكي للبلاد، حيث كان يتلقى دعمًا وتدريبًا من إيران لشن عمليات عسكرية ضد نظام صدام حسين. ويتزعم هذا الفيلق هادي العامري، وزير النقل في حكومة السابقة لنوري المالكي، ويضم 12 ألف مقاتل، انخرط أغلبهم في صفوف الأجهزة الأمنية العراقية متولين مناصب قيادية في وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات العراقي. 2- جيش المهدي: هو الجناح المسلح للتيار الصدري، والذي يقوده القيادي الشيعي مقتدى الصدر، وتأسس في سبتمبر 2003 لقتال القوات الأمريكية في العراق، ويتكون من شباب يُقلدون عالم الدين محمد صادق الصدر، الذي اغتاله حزب البعث العراقي في عام 1999، ويصل عدد أفراده 60 ألفا مقاتل. يحمل مقاتلوه أسلحة ثقيلة وصواريخ "مقتدى واحد"، والتي تم مدهم بها من قبل طهران، وتتولى أحد الفرق الخاصة بها حماية المراقد المقدسة ولا تشارك في القتال الدائر بالموصل وتكريت، اللتين يسيطر عليهما "داعش". 3- عصائب أهل الحق: تشكلت بشكل رسمي بعد انشقاق القيادي في التيار الصدري قيس الخزعلي، ولحق به آلاف المقاتلين عام 2007، ويعمل تحت رعاية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ويُقدر عدد أفرادها بنحو عشرة آلاف مقاتل، ويشارك الآلاف منهم في القتال إلى جانب قوات النظام السوري، فيما يعمل أفراد المليشيا في محافظة ديالى بالمناطق حول سامراء في صلاح الدين وعلى المشارف الغربية والجنوبية لبغداد. 4- جيش المختار: مليشيات شيعية تابعة لحزب الله بالعراق، يتزعمه القيادي الديني "واثق البطاط" الذي يقول إن تنظيمه امتداد لحزب الله اللبناني، ويرفع مثله رايات صفراء لكن بشعارات مختلفة، ويدعو الحزب منذ تأسيسه في شهر يونيو 2010 لقتل أعضاء حزب البعث المحظور ومن يصفهم ب"النواصب والوهابيين". تشير عدد من الإحصائيات أن مليشيا جيش المختار يضم أربعين ألف مقاتل، ويرجح أنها انخرطت في المعارك الأخيرة مع تنظيم "داعش"، بدون تمركزها في ثغرة معينة. 5- لواء أبو الفضل العباس: فصيل مسلح حديث التأسيس أُعلن عنه من قبل المرجع الشيعي العراقي قاسم الطائي إبان اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد في 2011 لمساعدة قوات النظام السوري، ويضم الفصيل، الذي يقوده الشيخ علاء الكعبي، مقاتلين عراقيين ينتمي أغلبهم إلى عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي والتيار الصدري، وأكد مشاركة مقاتليه في عدة معارك بمناطق مختلفة إلى جانب الجيش العراقي ضد تنظيم داعش.