عقد القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية، مؤتمر صحفي بالمركز الإعلامي للكنيسة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حول أزمة دير الأنبا مكاريوس بوادي الريان، بعد التطورات الأخيرة التي شهدها الدير وتبرأ الكنيسة من بعض رهبانه، ووصول الانقسام داخل الدير إلى اشتباكات الدموية. وجاء ذلك، على خلفية رفض بعض الرهبان هدم سور الدير الذي امتد على مسافة 8 كيلو متر، ووضع اليد على مساحة 13 ألف فدان بشكل غير قانوني، وعرقلة إنشاء طريق الفيوم الواحات الجديد. وقال حليم، إن الهدف من المؤتمر توضيح بعض المفاهيم التي قد تكون مغلوطة للرأي العام عن الدير، حيث إنه يبعد 75 كيلو متر من الفيوم، وتاريخه كان به تجمعات رهبانية في القرن الرابع الميلادي، من عصر القديس مكاريوس السكندري، واستمرت الرهبنة حتى القرون الوسطى، وفى عام 1960 ذهب الأب متى المسكين للدير، وفي عام 2006 بدأ تجمع رهباني هناك بقيادة الراهب إليشع المقاري. والمكان كان يضم 4 فئات هي: "شخصيات تريد العيش رهبانيًا، وفئة لم يقبلوا في أديرة معترف بها وذهبوا لهناك، والراهب إليشع كان يقبل الجميع، وفئة ثالثة رهبان تركوا أديرتهم، وفئة رابعة تضم رهبان عليهم عقوبات كنسية، لذا فالدير به فئات مختلفة، ولا يوجد فيه وحدانية الفكر، وداخل الدير 128 راهبًا و 112 طالبًا للرهبنة و8 تم التبرء منهم. وأضاف أن الكنيسة لكي تعترف بأي دير عليه أن يمر الدير ب 5 خطوات ليحظى باعتراف المجمع المقدس للكنيسة، وأولها تجمع رهباني، وتقنين للمكان، وأن تكون الأرض ملك الدير، وهذا غير متوافر بوادي الريان. وتابع: وأن يكون للدير مدير إداري وروحي، ورابعًا أن تجتمع لجنة الأديرة بالمجمع المقدس، وترفع تقرير للمجمع المقدس، واللجنة لم تقدم تقرير عن الدير حتى اللحظة، وأخيرًا أن يصدر قرار من المجمع المقدس وليس البابا، لذا فهذا التجمع الرهباني بوادي الريان، لم تتوفر به شروط إقامة الدير. وواصل القس حليم، منذ عهد البابا شنودة حتى الآن، لم تنطبق على التجمع الرهباني بوادي الريان شروط الاعتراف بالدير، وأن أي تجمع رهباني نسميه دير تحت التأسيس، والناس الموجودة لابد من سند قانوني لها للتعامل مع جهات الدولة وغيره، ولذا أصدر البابا تواضروس الثاني، في 2012، ورقة لتسيير الأعمال باسم الراهب اليشع المقاري لتسهيل التعامل مع الدولة، وليس اعتراف بالدير، لأنه تجمع رهبانة حتى يتم الاعتراف به فيما بعد. وقال حليم: "هل يعقل أن يكون هناك 120 طالب رهبنة في الدير دون التزام أو شروط؟، وأن الراهب اليشع المقاري لم يأخذ رأي البابا تواضروس في رهبنة من لديه من رهبان، وأن الدولة تريد عمل طريق بالمنطقة والكنيسة تشجع ذلك". وواصل حليم، تصريحاته بأن الراهب اليشع المقاري، رفض إقامة الطريق، مما دفع لجنة الأديرة للاجتماع والتبرأ من تصرفاته، وشكلت الكنيسة لجنة من ثلاثة أساقفة لحل الأزمة، وجلس البابا عدة مرات مع الراهب اليشع ولكنه لم يحل الأزمة.