لو لم أقرأ اسم كاتب الكلمات لاعتقدتُ أنها مترجمة لكاتب إسرائيلي متطرف قُتل أبيه في حرب أكتوبر و يتمنى أن تحل مكان مصر على الخريطة حفرة كبيرة !! "نتمنى لكم فشلا ذريعا" هكذا عنون "عبد الرحمن يوسف القرضاوي" مقاله عن المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ , و المنشور على أحد المواقع الالكترونية , لا أمتلك شكاً تجاه أمنيات عبد الرحمن ورفاقه للنظام الحاكم , المفاجأة كانت في هذا الكم من السُفلية الشعورية تجاه "مصر" !! ما جاء في سطوره سأختزله في ثلاث قواعد يمكن الاعتماد عليها لمن يريد أن يكتب عارا !! كن أعمى البصيرة .. و لا تفرق بين سواد قلبك تجاه الموظف العام الرئيس عبد الفتاح السيسي و بين جمهورية مصر العربية الباقية , ثم قامر بسوادك هذا على موائد السياسة , لم يستح عبد الرحمن أن يكتب عن المؤتمر الاقتصادي : "نراه مؤتمرا يدعم حكما استبداديا عسكريا تقوده الثورة المضادة و يرعاه أعداء الوطن" !! تراثيا يُقال إن العرق دساس , لذا لم أندهش من فكر نجل أشهر حائك فتاوى بالإقليم !! قم بتبرير الخيانة و اجعلها وجهة نظر .. روج أن أمنيتك فشل الوطن اقتصاديا هو صميم الفكر النضالي !! و أن محاربة فقراء المصريين في أحلام خبزهم مقاومة حقيقية للاستبداد !! عبد الرحمن وهو يكتب تلك الأفكار بجسد غاطس أسفل رغوة الصابون السائل في الحمام الأنيق , لم يحمل هم ساكني أعشاش الصفيح , و هم يقفون في طابور صباحي بائس , بانتظار خروج أحدهم من المرحاض المشترك !! ولا تنس أن تنحط فكريا .. لا تخجل فهذا معتاد عليه من هؤلاء , بدءا بثقافة حازم شومان : "مدنية يعني ايه , يعني أمك ما تلبسش حجاب" , مرورا بنضال خالد عبدالله : "لابسة عباية بكباسين" , وصولا لرائد النقد الدرامي عبد الله بدر : "كم واحد اعتلاكي بإسم الفن" , ليتوج عبد الرحمن ثورية المتأسلمين قائلا عن تمني المصريين نجاح مؤتمرهم الاقتصادي : "كتمني نجاح ابنتك أو أختك إذا عملت في الدعارة" !! في النهاية , و مهما كانت الهوة , سيعجز لساني عن قول "شالوم أدون قرضاوي" لشخص ما زال يحمل الجنسية المصرية في بطاقة هويته , فقط سأنصحه لوجه الله : اختلف مع الرئيس كما تشاء و انتقده بقسوة , نحن جميعا سنذهب و سيبقى الوطن , عار عليك أن تتمنى السوء لبلدك أو تُعرض بسُمعة بناتها على المشاع في خضم مكايدتك السياسية , لو قُدر لهذا الوطن أن يسقط فستأتي ساعة نتمنى فيها جميعا أن نتقيأ أرواحنا , لكن يقيني بمن خلق هذه الأرض أن مصر أبدا لن تسقط .