في بداية العام الماضي، استقبل المصريون عام 2014، بكثير من التفاؤل والأمل، بعد أكتشاف اللواء "الشرفي" إبراهيم عبد العاطي، لعلاج مرض فيرس "سي" الذي بات مزمنًا عند الشعب المصري. وفي 23 فبراير من نفس العام، جرى تنظيم مؤتمرًا صحفيًا كبيرا لإزاحة الستار عن الاكتشاف الرهيب، الذي يعد إضافة حياة البشرية وثورة علاجية، على يد أبناء نصر أكتوبر. ويتمثل في اختراع جهاز للكشف عن فيروس التهاب فيروس الكبد الوبائي''سي'' والإيدز، معا. بل تناولت أيضا بعد مقاطع الفيديو للواء عبد العاطي، وهو يوضح طريقة العلاج بالجهاز، وهو ما دعا النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، والإعلامي الساخر، باسم يوسف، إلى التهكم من كيفية إقناع المصريين بهذه الطريقة في العلاج، حيث كان "عبد العاطي" يشير بالجهاز إلى المريض، ثم يقول له "كان عندك إيدز وخفيت". وبناء عليه، دافعت بعض وسائل الإعلام عن الجهاز، وأشادت به، دون أن يرى النور، ووعدت القوات المسلحة بموعد أقصاه 6 شهور، لبدء العلاج به، وعلق عليه الألاف من البسطاء، الحاملين لتلك الفيروسات آمالا كبيرة. وبعد مرور أكثر من عام، اكتشفنا أن الوهم بيع إلى الشعب المصري، وأن السخرية من الجهاز بات واقعا أليم، على المرضى، وبات الموضوع أكثر سخرية في الشارع المصري. ذهبت منذ يومين بعد ساعات العمل الطويلة إلى أحد المطاعم، وفضلت أن اطلب "تيك أواي" حيث كنت مرهقا ولا أريد ان أنتظر كثيرا، فطلبت من "الكاشير" سندوتش كفتة حجم كبير، وبعد أن قمت بدفع حساب الساندوتش، وجدت "الكاشير" يقول "للشيف" بصوت عالي: "وعندك واحد عبعاطي جامبو للأستاذ هنا". انتابني صدمة كبيرة من الجملة، يمتزجها كثير من الضحك وعلامات استفهام كثيرة، وكيف تحول مشروع جهاز كان سينهي آلام المصريين، إلى أضحوكة بينا، يستخدمها المتعلم والجاهل في الحديث، وقفت شاردا، لا أعرف أبكي حزنا على ما توصلنا إليه أم أضحك ساخرا كما فعل الجميع. رسالة إلى من يهمه الأمر - التلاعب باحلام البسطاء خط أحمر - التلاعب بمشاعر المصريين خط أحمر - رجاء من إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة عدم الانصياع وراء أي اختراعات أخرى دون أساس علمي.