أ. د. عزالدين الدنشارى أستاذ الفارماكولوجى والسموم بكلية الصيدلة جامعة القاهرة تعتبر الأعراض الجانبية للأدوية من أهم المشكلات العلاجية، حيث تسبب متاعب للمريض فوق متاعب المرض، وقد يترتب عليها امتناع المريض عن تناول الدواء، ولذلك فإن الدراسات الحديثة اهتمت بالبحث عن وسائل لمنع الأعراض الجانبية أو تخفيضها، منها وسيلة استهدفت استخدام اكتشافات الجينوم البشرى، وبالرغم من الصعوبات التى تعرقل هذه الوسيلة فإنه من المأمول أن يتم التوصل إلى اكتشاف أدوية جديدة ذات فاعلية عالية ضد الأمراض، مع تميزها بأنها لا تسبب الأعراض الجانبية الناتجة عن استخدام الأدوية المعروفة. ومن ناحية أخرى أجريت العديد من البحوث التى استهدفت تقليل أو منع الأعراض الجانبية التى تسببها الأدوية أو الإصابات التى يسببها التلوث الكيميائى وسموم الميكروبات، وذلك باستخدام أعشاب أو مواد طبيعية أخرى. وفى هذا المجال أجرينا فى صيدلة القاهرة بالاشتراك مع أساتذة فى المركز القومى للبحوث دراسات أثبت بعضها أن استخدام المواد الطبيعية، مثل حمض ألفا ليبويك المستخدم فى علاج بعض مضاعفات مرض السكر، يساعد فى الوقاية من الأعراض الجانبية، وهى إصابات فى الكبد والكلية يسببها أحد الأدوية المستخدمة فى علاج ارتفاع نسبة الكولسترول فى الدم، كما دلت بحوث أخرى على أن استخدام زيت الزيتون أو زيت السمك أو فيتامين E الطبيعى يفيد فى منع إصابات المعدة والكلية التى قد تنتج عن استعمال بعض الأدوية المعالجة لالتهابات المفاصل والروماتيزم ولقد بينت بحوث أخرى أن استخدام عسل النحل وعشب الجنسنج يفيد فى الوقاية من إصابات الكبد والكلية الناتجة عن التسمم الكيميائى، وأن استخدام الزعتر يمنع إصابات الكبد والكلية التى تسببها سموم بعض الفطريات، كما أن استخدام مستحضرات فول الصويا يساعد فى الوقاية من إصابات الكبد التى تسببها سموم فطرية والتى قد تصل إلى حد الإصابة بسرطان الكبد ولقد أجريت بحوث عديدة على المستوى العالمى بين بعضها أن تناول التفاح والخرشوف والزبادى والجزر يساعد فى منع ارتفاع مستوى الكوليسترول فى الدم الناتج عن استخدام بعض الأدوية، وأن شراب الزنجبيل والنعناع والبابونج (الكامومايل) يفيد فى منع الغثيان الذى يسببه بعض أدوية السرطان، ويعد الإمساك من الأعراض الجانبية للعديد من الأدوية الذى يمكن التغلب عليه بتناول ثمانية أكواب ماء يوميا، وكعلاج سريع للإمساك بتناول كوب ماء كل 10 دقائق لمدة نصف ساعة كما يساعد فى منعه أكل البسلة والفول والكرنب والثوم والبامية والبطاطا والتفاح والموز والعنب والتين والقراصيا والخس والجرجير والجزر والباذنجان والبسلة والسبانخ وزيت الزيتون.. وعن عسر الهضم الذى يسببه بعض الأدوية أفادت عدة بحوث بأن شراب البابونج والحلبة والنعناع وتناول البابايا يفيد فى منع حدوثه ولما كان الأرق من الأعراض الجانبية لبعض الأدوية فقد ينصح المرضى الذين يستخدمونها بتناول أطعمة تساعد فى جلب النوم مثل الزبادى والموز والبلح والتين، كما يوصى بالامتناع عن الأطعمة التى تسبب الأرق مثل الشيكولاتة والجبن والباذنجان والطماطم والسبانخ قبل النوم، مع عدم التدخين وتناول المشروبات المحتوية على مادة الكافيين، مثل الشاى والقهوة والكولا وبيّنت بعض البحوث أن شرب العرقسوس أو البابونج أو المرمرية وعدم التدخين والامتناع عن شرب القهوة والإقلال من تناول الشيكولاتة يفيد فى منع حدوث قرحة الجهاز الهضمى التى يسببها بعض الأدوية. وتشير بحوث حديثة إلى أن تناول عشب الجنكو يفيد فى تقليل إصابات القلب التى قد يسببها استخدام نوعيات من أدوية السرطان، كما يفيد تناول فيتامين «سى» فى منع متاعب المعدة الناجمة عن التعاطى المستمر للأسبرين كما يفيد هذا الفيتامين أيضاً أو شراب العرقسوس فى الوقاية من الأعراض الجانبية لأدوية الكورتيزون ومن فوائد الثوم أنه يساعد فى الوقاية من إصابات الكبد الناتجة عن الاستخدام طويل المدى لدواء الباراسيتامول ويساعد شرب الزنجبيل فى منع الغثيان الذى يحدثه بعض أدوية السرطان. ولقد أفادت بعض البحوث أن الكركيومين (العنصر الفعال فى نبات الكركم) يساعد فى تقليل شدة الأعراض الجانبية لبعض أدوية السرطان، كما يساعد فى سرعة التئام قرحة المعدة التى قد تسببها نوعيات من الأدوية تساعد فى علاج التهابات المفاصل.