أكد الدكتور عبدالرحمن إبراهيم المستشار الإعلامي للسفارة السودانية بالقاهرة ل"الوطن"، صحة الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام بشأن اتهام وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان، إسرائيل بقصف مصنع للذخيرة جنوبي العاصمة الخرطوم بأربع طائرات حربية، ما سبب حريقا ضخما فيه مساء اليوم. وكان بلال قد قال إن حكومته "ستتقدم بشكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي"، وذلك في إطار اتهامه لها بقصف مجمع اليرموك الحربي جنوبالخرطوم منتصف ليلة أمس. وقال بلال، في مؤتمر صحفي في الخرطوم نقل التليفزيون الرسمي جانبا منه، إن بلاده "ستتصل بكل البعثات الدبلوماسية لشرح الموقف"، وأكد أن المجمع الحربي "يصنع أسلحة تقليدية"، وأضاف أن "إسرائيل تريد شل القدرات الدفاعية للسودان.. وعلى الرغم من عدم امتلاك السودان لأسلحة متطورة مثل إسرائيل لكننا قادرون على الرد بوسائل أخرى، ولأننا نحترم القانون الدولي سنذهب إلى مجلس الأمن رغم علمنا بمحاباة الدول الكبرى لإسرائيل". وأضاف بلال "إننا قادرون على رد الصاع صاعين، لكننا نمسك عن إعلان الزمان والمكان وسنبدأ بالقانون"، وأشار إلى أن الفنيين والمهندسيين السودانيين "تحققوا من مخلفات الصواريخ ووجدوا عليها الكود والأرقام التي تعضد اتهام إسرائيل". يذكر أن إسرائيل قصفت منذ عامين قافلة شاحنات سودانية بدعوى أنها تنقل أسلحة متجهة إلى سيناء، بينما قصفت الولاياتالمتحدة مصنع الشفاء بالخرطوم في تسعينات القرن الماضي، بدعوى أنه يصنع أسلحة، لكن الخرطوم أثبتت أنه لا يصنع إلا الأدوية، وذلك في وقت كان زعيم القاعدة أسامة بن لادن يقيم في السودان. وكان انفجار عنيف قد وقع في مجمع اليرموك الحربي في منطقة الكلاكلة جنوبالخرطوم منتصف ليلة أمس، ما أحدث حالة من الذعر بين مواطني جنوب العاصمة. وطوقت قوات الجيش منطقة المصنع الحربي وغيرت خطوط سير السيارات، وتوجهت أعداد كبيرة من سيارات الإسعاف إلى منطقة الانفجار، ولم يعرف بعد ما إذا كان الانفجار قد أسفر عن خسائر في الأرواح، لكن حالة الذعر بين المواطنين في أحياء جبرة والأزهري ومايو والكلاكلة - جنوبي العاصمة – دفعتهم إلى مغادرة المنطقة بعد وصول شظايا الإنفجار إليها. وقال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر لوكالة الأنباء السودانية الرسمية إن انفجارا مدويا وقع في المجمع، وأن الجهات المختصة شرعت في التعامل مع الحادث بهدف السيطرة على الحريق الناجم عنه. وأضاف الوالي أن الانفجار وقع في الساعة الثانية عشرة منتصف ليلة أمس بالتوقيت المحلي، لكن شهود عيان على بعد 300 متر من المجمع قالوا إن الانفجار وقع في الحادية عشرة و20 دقيقة مع اهتزاز عنيف للأحياء المجاورة، وصعود ألسنة اللهب لأكثر من ساعتين بعد الانفجار قبل إخمادها.