أكد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، أن دول الجوار هى الأكثر تضرّراً من تأزم الموقف وعدم الاستقرار، وتوقيت عقد القمة فى مصر مهم وحيوى.. وإلى نص الحوار: سياسة مصر ما آخر تطورات الأزمة السودانية الحالية؟ - الأوضاع فى السودان تسير فى اتجاه أكثر تعقيداً، سواء فى الموقف السياسى والعسكرى والإنسانى، فدائرة الصراع العسكرى بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع اتسعت لتمتد إلى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان، مما يتّجه إلى أزمة حقيقية. والأزمة السودانية لها عواقب كثيرة قد تؤدى إلى حرب أهلية، خاصة أن طرفى الأزمة من المكون العسكرى، وكل منهما يسعى لأن يكون هو القوة الوحيدة المسيطرة على البلاد، وهناك صراع على السلطة للسيطرة على كل الموارد، وهذه الأمور تجعل السودان يتجه إلى حالة من الفوضى. نائب رئيس «الشئون الأفريقية»: دول الجوار الأكثر تضرّراً من عدم استقرار السودان كيف تؤثر الأوضاع فى السودان على دول الجوار؟ - دول جوار السودان هى الأكثر تضرّراً من الأزمة الحالية، من الناحية الأمنية والسياسية والإنسانية والاقتصادية، وقد تؤدى الأزمة إلى وجود نوع من عدم الاستقرار يؤثر فى منطقتى البحر الأحمر والساحل، ومن هنا تبدأ أهمية الدعوة إلى مؤتمر قمة دول الجوار، خاصة أن المبادرات التى سبقت هذا التحرك لم تأتِ بالنتائج المرجوة أو المنشودة، لأنها كانت تركز على وقف الأزمة بين الطرفين، دون أن يتم تناول الوضع الإنسانى أو السياسى، وهذا يجعل الأزمة فى دائرة مفرغة، والوضع المتدهور فى السودان لن يحل إلا بمشاركة جميع أطياف المجتمع السودانى المدنى، وألا تكون اللقاءات مقتصرة فقط على بعض الأطراف دون غيرها، فالسودان يحتاج إلى مشاركة جميع القوى المدنية. كيف ترى دعوة مصر إلى عقد القمة؟ - انعقاد قمة دول الجوار فى غاية الأهمية فى هذا التوقيت، فالصراع لم يعد بين طرفى المكون العسكرى، وهما الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، لكن تدخّلت أطراف أخرى غير معلومة، خاصة منطقة إقليم دارفور، وهذا ما يدفع جميع القوى الدولية والإقليمية، خاصة دول الجوار، للتحرّك من أجل مواجهة هذا الخطر الداهم الذى قد ينتهى بحالة من الفوضى، وربما ينعكس على وحدة السودان وسلامة أراضيه. ويمكن وصف التحرك من جانب مصر ودعوتها إلى قمة لدول الجوار بأنه مهم للغاية، باعتبار أن دول الجوار هى الأكثر حرصاً واهتماماً بالمحافظة على وحدة السودان وسلامة أراضيه والتوصل إلى تهدئة للأوضاع المشتعلة. كيف ترى الدور المصرى فى حل الأزمة؟ - مصر من أوائل دول جوار السودان التى بادرت إلى تقديم المساعدات الإنسانية، فقد استقبلت أعداداً كبيرة من النازحين واللاجئين، وتتحمّل عبئاً ضخماً، فقد وصل عدد اللاجئين إلى 250 ألف سودانى منذ بداية الأزمة، ويتم توفير جميع الخدمات المعيشية المطلوبة لهم. ومصر دعت إلى وقف إطلاق نار شامل ودائم فى السودان وخروج قوات الدعم السريع من داخل المدن، حفاظاً على أمن وسلامة المواطن السودانى المتضرّر من هذا الصراع، فى ظل تأكيد كامل من السياسة الخارجية على أن الجانب المصرى لا يتدخّل فى الشأن الداخلى، وإنما الحلول والاقتراحات يجب أن تكون نابعة من الإرادة الوطنية لأبناء هذا الوطن.= سياسة مصر سياسة مصر لا تعتمد على التدخل فى الشئون الداخلية لأى بلد آخر، ويجب أن تكون القرارات نابعة من إرادة الشعب السودانى، الذى له كل الحق فى فرض إرادته فقط من خلال ممثليه، وفى هذه الحالة فقط قد تحل المشكلة، وعلى ممثلى طرفى الصراع الانصياع لإرادة الشعب وتنفيذ ما يقرّره.