"قامت قواتكم المسلحة فجراليوم الإثنين، الموافق 16/2 بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابي بالأراضي الليبية"، بيان استبشر به جموع الشعب المصري، صباح أول أمس، كرد قاطع على العملية الإرهابية الغادرة التي ارتكبها ذلك التنظيم الإرهابي بحق 21 مصريًا، إلا أن ذلك البيان حمل العديد من التساؤلات والتكهنات حول المناطق المحددة التي استهدفتها القوات المسلحة خلال تلك الضربة، والعناصر الإرهابية التي سقطت جراء تلك الضربة. المركز الإقليمي للدراسات حاول الإجابة عن تلك التساؤلات، وأوضح أن 6 مقاتلات "إف 16"، شاركت في تلك العملية ونفذت ثماني ضربات جوية استهدفت مواقع لتنظيم "داعش" بمدينة درنة، ومن ضمن المواقع التي تعرضت للقصف ،وفقًا لصقر الجروشي قائد سلاح الجو الليبي التابع للحكومة المعترف بها دوليًّا، مركز تدريب المنصوري، ومركز تدريب الشاعري، وهي مراكز يتم فيها تدريب المنتمين ل"داعش" والقادمين من خارج ليبيا. المركز الإقليمي كشف أيضًا أن التقديرات المتعلقة بحجم الخسائر التي تكبدها التنظيم لإرهابي متباينة، حيث إن هذه التقديرات تذهب إلى مقتل ما يتراوح بين 40 و64 مقاتلًا في التنظيم، منهم 3 قيادات تنظيمية، علاوة على تدمير مخازن للأسلحة ومقرات للتنظيم. تركيز العملية العسكرية على مدينة "درنة" وفقًا للمركز، يرجع بالأساس إلى سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة منذ شهر نوفمبر الماضي، وتُعد المدينة، منذ ذلك الحين، المعقل الرئيسي للتنظيم والذي يستخدمه في تدريب أعضائه، بالإضافة إلى توظيف المدينة كمنطلق يمكن من خلاله التوسع في مناطق أخرى داخل ليبيا، وهناك إشكالية أخرى متمثلة في كون المدينة قريبة جغرافيًّا من طبرق والبيضاء، موضحًا أن المدينتين تُعدان من المقرات الرئيسية للحكومة الليبية المعترف بها دوليًّا. من هذا المنطلق، فإن العملية العسكرية المصرية، التي تمت بالتنسيق مع الحكومة الليبية، تخدم حكومة عبدالله الثني وحليفها اللواء خليفة حفتر من جهتين، فهي من ناحية تُضعف تنظيم "داعش" داخل درنة، وتُعطي، من ناحية أخرى، لقوات اللواء حفتر المزيد من أريحية الحركة تجاه درنة، وعرقلة أي محاولة من جانب تنظيم "داعش" للتوسع تجاه البيضاء ومقر الحكومة الليبية في طبرق.