الفنانة هدى الإتربى صاحبة طلة مميزة على الشاشة، دائماً ما تكون لها بصمتها فى كل عمل تشارك به، إلا أنها فى الموسم الدرامى الرمضانى المنصرم قررت أن تطل على الجمهور بشخصيتين مختلفتين، الأولى «سعاد» فى مسلسل «سره الباتع»، والثانية «يمنى» فى مسلسل «ضرب نار»، ونجحت من خلال طريقة أدائها للشخصيتين فى حصد إشادات الجمهور والنقاد. تروى هدى الإتربى، فى ندوة «الوطن»، كواليس مشاركتها فى دراما رمضان وأصعب المشاهد التى خاضتها، وتُلقى الضوء أيضاً على أشياء أخرى تتعلق بأعمالها، كما كشفت لنا عن جزء أو جانب من ملامح شخصيتها، وتفاصيل أخرى كثيرة خلال السطور المقبلة. فى البداية.. حدثينا عن ردود الفعل على مشاركتك فى مسلسل «سره الباتع». - سعدت بردود أفعال المشاهدين عن مسلسل «سره الباتع» بشكل عام، وشخصية «سعاد» بشكل خاص، وأحببت هذا الدور الملىء بالتناقضات، لأنها بنت فلاحة تعيش فى زمن الحملة الفرنسية وتقاوم من أجل بلدها، وتحاول أن تشترك فى المقاومة، ولكنها فى نفس الوقت أحبت شاباً فرنسياً مسيحياً، وانطلاقاً مما سبق ذكره قدمت دوراً جديداً لم أقدم مثله فى سابق أعمالى، وما أسعدنى بهذه التجربة بشكل أكبر أنها قُدمت بشكل جيد على جميع النواحى: الكتابة، الإخراج، الملابس، والديكور. تحضيراتك لشخصية «سعاد» هل اعتمدتِ فيها على الرواية المأخوذ عنها مسلسلكم أم على الحلقات المكتوبة؟ - التحضيرات كانت مكثفة، فالرواية الأصلية للقصة كانت مرجعاً مهماً لنا، وإن كنت فضلت الالتزام أكثر بالسيناريو المقدم، حيث كان به العديد من الملامح الإنسانية عن شخصية «سعاد»، وكذلك عقدت عدة جلسات مع الأستاذ خالد يوسف لمناقشة أبعاد الشخصية والصور والطباع التى من المفترض أن تظهر للجمهور من خلال المسلسل. وما أبرز توجيهات المخرج خالد يوسف لكِ بشأن تجسيدك للشخصية؟ - فى البداية عقدت بروفات مع الأستاذ خالد يوسف، وكان من بين توجيهاته حرصه على الحديث باللكنة المصرية القريبة من كل المحافظات ومن كل الناس، ومع ذلك كان هناك اهتمام بالمصطلحات أو الكلمات الخاصة بتلك الفترة والالتزام بها، وشخصية سعاد كانت بحاجة لتحضيرات خاصة لأنها بنت حالمة لها طريقتها المختلفة فى الحب والحزن والغضب، وكنت حريصة على تناولها بشكل مختلف. هل هناك تشابه بين شخصيتك الحقيقية وشخصية «سعاد»؟ - نعم، هناك الكثير من التشابهات بينى وبين شخصية سعاد، فنحن متشابهتان فى طريقة التعبير عن الحب والغضب والانفعالات، وبعض من الطباع الشخصية ونمط الحياة، وهو ما جعلنى متحمسة جداً لهذا الدور. ألم تتخوفى من ظهورك دون ماكياج؟ - أنا شخصياً أحب الظهور دون وضع الماكياج وأدوات التجميل، ووصلتنى الكثير من التعليقات عن أن شكلى أصبح أكبر دون وضع الماكياج، ولكننى فضّلت الظهور دون وضع مستحضرات التجميل لكى أكون أقرب إلى شخصية البنت الفلاحة البسيطة فى الحقبة الزمنية من 1700 إلى 1800 ميلادياً التى تقاوم الاحتلال وبالتالى ليس لديها وقت لوضع مستحضرات التجميل. كنت متخوفة من ارتداء «العمة الرجالي» خشية تحولها إلى مادة للسخرية.. والحب شيء مجرد لا يعرف لوناً أو جنسية حدثينا عن كواليس ارتدائك «العمة الرجالى» فى أحداث المسلسل؟ - فى البداية كنت خائفة من تلك الفكرة، إذ كنت أخشى أن تتحول الشخصية إلى مادة للسخرية والكوميديا، لكن ردود الفعل عليها كانت إيجابية، لأنها كانت مبررة وفى سياق الإطار الدرامى للمسلسل، وتم تقديمها بشكل مقنع للجمهور، وبفضل الله نالت الكثير من الإشادات ولم تحدث السخرية منها. كيف ترين قصة حب «سعاد وبوشار» خاصة مع اختلاف ديانتيهما؟ - الحب شىء مجرد لا يعرف شكلاً أو لوناً أو جنسية، وقصة حب سعاد وبوشار قائمة على فكرة التجرد من كل شىء، هى فلاحة كان هدفها المقاومة للدفاع عن بلدها والثأر لشقيقتها فوقعت فى الحب مع شخص مختلف عنها تماماً فى الوطن والدين وهو العدو الذى تحاربه، ورغم ذلك هى معتزة جداً بدينها، وفى النهاية بوشار قرر بسبب حبه لسعاد واقتناعه بفكرة المقاومة أن يعلن إسلامه ليتزوج منها. هل تعرضتِ لموقف يشبه قصة الحب؟ - لم أتعرّض له والحمد لله، أنا إنسانة أحب دينى وأعتز به جداً، ولكن فى الحقيقة هذا موقف صعب جداً، لا أتمنى أن يتعرض له أى شخص. ما أكثر المشاهد صعوبة فى سره الباتع؟ - العمل كان به العديد من المشاهد الصعبة، لكن كان أكثرها صعوبة مشاهد المعارك، اشتركت فى معركتين وكانت مشاهد الأكشن بهما صعبة جداً، والمخرج خالد يوسف كان حريصاً على خروج هذه المشاهد بصورة أقرب إلى الحقيقة، كذلك مشهد موت زوجى فى المسلسل كان صعباً للغاية بين الكثير من الناس، فضلاً عن البكاء والصراخ ضمن حالة الحزن. هل تؤمنين ب«الكرامات»؟ - أنا لا أؤمن بالكرامات، ولكننى أرى أن الكرامات هى التى تظهر فى تصرفاتنا الإنسانية مع الآخرين، ومدى تعاوننا معهم ودعمهم ومساندتهم فى جميع الأمور. كيف ترين الانتقادات التى وُجهت للمخرج خالد يوسف؟ - لا يختلف أحد فى أن خالد يوسف مخرج كبير وقدير، وسعدت جداً أننى كنت جزءاً من عمل يخرجه خالد يوسف، فهو لديه موهبة ومقدرة كبيرة، المسلسل عمل فنى وبه نجوم كبار، لذلك لا ألتفت للانتقادات التى تكون بعيدة عن الفن، وأهتم بالآراء التى تتحدث عن التمثيل والفنانين وكل ما يخص الفن فقط. كيف تصفين مشاهدك مع حنان مطاوع بما أن أغلب مشاهدك كانت معها؟ - حنان مطاوع من أكثر الفنانات اللاتى أحببتهن على مستوى العمل، فهى تمتلك موهبة كبيرة، وكانت بداية حبى لها من موهبتها الكبيرة، وعلى المستوى الإنسانى فهى بمثابة شقيقتى، أشعر أننى أعرفها منذ زمن أو تربيت معها فى المنزل نفسه، بعد انتهاء المسلسل أصبحنا على تواصل مستمر وأتحدث معها كثيراً، وفى الكثير من الأحيان أطلب منها نصائح على المستوى الشخصى. هل تعتبرين شخصية «يمنى» فى «ضرب نار» كانت سهلة فى تجسيدها مقارنة ب«سعاد» فى «سره الباتع»؟ - لا يوجد دور سهل، وخاصة فى شخصية مثل «يمنى»، فهى تعانى من تناقضات كثيرة فى شخصيتها كنت أعمل لإظهارها للجمهور حتى تنال إعجاب المشاهدين، وتلك التناقضات لم تكن فى أى شخصية جسّدتها قبل ذلك، من حيث الأبعاد والخطوط الدرامية وتاريخ الشخصية، كما أنها مختلفة من حيث الدوافع تماماً عن أى شخصية قدمتها قبل ذلك. حدثينا عن أبرز التناقضات فى شخصية «يمنى» فى ضرب نار؟ - شخصية «يمنى» كانت تعانى من الضعف النفسى واضطراب الشخصية الحدية، وهو الشخص الذى يريد الوصول للكمال فى كل شىء، وأنانى بدرجة كبيرة مع عدم الإحساس بالسلبيات التى يقوم بها، وكانت «يمنى» بها تناقضات كثيرة؛ تخون زوجها وتحبه فى الوقت نفسه وتغار عليه جداً وتريده فى حياتها، تحب ابنتها وتغار منها لحب أبيها لها، تريد زوجها بجانبها ورغم ذلك أهملته وحزنت لزواجه من أخرى، وكانت أيضاً تعانى من النرجسية واضطراب فى شخصيتها بشكل مرعب. هل صادفتِ فى حياتك شخصية مثل «يمنى»؟ - كل الشخصيات التى قدمتها فى حياتى أو فى الفن بصفة عامة موجودة فى حياة كل منا ونلتقى بها سواء فى العمل أو فى الحياة الشخصية، وصادفت شخصيات مثل «يمنى» فى حياتى، لكننى فى المسلسل لم أقدم أو أُبرز صفات من الذين قابلتهم فى حياتى. ما أبرز المسلسلات التى أعجبتك فى دراما رمضان؟ - لم أتمكن من مشاهدة كل مسلسلات رمضان، لكنى أحببت جداً مسلسل «تحت الوصاية»، فصُناعه قدمواً عملاً فنياً أبرز مشكلة حقيقية تعانى منها المرأة، وتأثرت جداً بالمسلسل، ونجحت الفنانة منى زكى فى كسب تعاطف الجمهور، وأتمنى أن يكون له جزء ثانٍ يُبرز مشكلة أو حقيقية أخرى تعانى منها السيدات، وأتمنى أن تتاح لى الفرصة لتقديم عمل فنى يُبرز مشكلة تعانى منها المرأة المصرية. ما ملابسات تصريحاتك بشأن تفكيرك فى ارتداء الحجاب حين تكبرين؟ - حين تم سؤالى هل تفكرين فى ارتداء الحجاب؟ رددت قائلة: فى يوم من الأيام ممكن أتحجب، ولكنى لم أحدد وقتاً معيناً لذلك، وهذا ليس معناه أننى بعيدة عن ربنا، فعلاقتى بربنا شىء خاص جداً، والحجاب ليس هو الشىء الوحيد الذى سيحدد مدى قربك أو بعدك من ربنا. ارتداؤك الحجاب معناه اعتزالك التمثيل؟ - على الإطلاق، فمن الممكن أن أواصل مشوارى فى التمثيل وأنا بالحجاب مثل فنانات كثيرات. فى الفترة الأخيرة لاحظ البعض تغيراً فى بعض ملامحك.. ما السبب فى ذلك؟ - بالفعل تغيرت ملامحى بدرجة ما بسبب زيادة فى الوزن، وتحدّث الكثيرون أن تغير الملامح بسبب الفيلر أو البوتكس، ولكن الحقيقة أن سبب زيادة الوزن تعرُّضى لوعكة صحية، وتضايقت كثيراً بسبب تلك الانتقادات لأن الكثيرين انتقدوا دون أن يعلموا بما تعرضت له. شخصية «سعاد ويمنى» شخصية «سعاد» فى «سره الباتع» كانت مختلفة تماماً عن أى عمل قدمته قبل ذلك، أما عن شخصية «يمنى» فى مسلسل ضرب نار، فكان بها بعض الاختلافات عن أدوارى السابقة، لكنها تتشابه إلى حد ما فى الشخصية والشكل والأسلوب مع أدوار قدمتها، لكنها بالنسبة لى كانت مشاركتها لحب الناس فى ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضى، وكانا متمسكين بوجودى فى المسلسل، وسعيدة بأننى كنت جزءاً من نجاح عمل كانا فيه.