وصف سياسيون وخبراء عودة قناة الجزيرة القطرية إلى الحديث عن الشأن الداخلى لمصر ومحاولات نشر الفوضى وبث الفتنة بين المصريين ب«التصرفات الصبيانية» وغير الأخلاقية، وقالوا إن الدوحة أضعف من أن تؤثر على الأمن القومى المصرى لكن الأمر يتطلب تدخلاً حاسماً من الدولة المصرية ومطالبة قطر بالتوقف عن بث سمومها وأن تلتزم بالعهد الذى قطعته مع الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأن تراجع سياساتها التحريضية والالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية. وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، أستاذ العلوم السياسية، إن التطور السلبى لقناة الجزيرة يعد أمراً غريباً فى هذا التوقيت ويدل على أن نوايا قطر ما زالت سيئة وأن القناة لا تلتزم بأبسط القواعد المهنية ولا باحترام الكلمة، مبيناً أن ذلك يعكس الروح العدائية للقائمين عليها. ووصف «الغزالى» عودة الدوحة لسياستها المشينة ضد مصر بأنها تصرفات «صبيانية» ونوع من السقوط الأدبى والأخلاقى لهذه الدولة. وأضاف: «أعتقد أن الجزيرة لا تشكل خطراً على الأمن القومى لمصر لأنها أضعف من ذلك بكثير، ولكن هذا التحريض المستفز يجب أن يواجه بشكل حاسم من قبل الدولة المصرية من خلال إبلاغ النظام القطرى بأن هناك حالة غضب إزاء سياستهم ضد القاهرة»، لافتاً إلى أن الأمر لا يجب أن يصل إلى قطع العلاقات لاسيما أن العلاقة بين الشعبين أعمق بكثير من الممارسات السياسية غير الأخلاقية التى تنتهجها «الجزيرة». وأكد الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن قناة الجزيرة عادت أسوأ من الماضى وتبث مواد إعلامية مليئة بالسموم تجاه مصر، وبدت وكأنها تحرض على ثورة ثالثة ضد النظام الجديد، وقال «العزباوى» إن الدوحة استغلت وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونقضت عهدها معه بالتوقف عن المغالطات التى تبثها ضدنا، واستعادت سياستها القديمة ولكن بشكل كارثى، مضيفاً: «بالنظر إلى المحتوى الإعلامى أمس نجد أن القناة أذاعت لقطات من أحداث قديمة مليئة بالعنف وتدخلت بشكل فج فى الشأن الداخلى لمصر». وقال الدكتور جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن من يظن أن قناة الجزيرة القطرية قامت بتغيير سياساتها المعادية تجاه مصر فهو ساذج، مضيفاً أن الدوحة لن تتوقف عن سياستها المشينة إلا إذا أمرتها الولاياتالمتحدةالأمريكية بذلك. وأضاف «سلامة»: الجميع يعرف أن قطر تغرد خارج السرب العربى لخدمة مصالحها مع الولاياتالمتحدة.