تناولت دراسة بحثية قدمها الدكتور أحمد سلطان، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تأثيرات أسعار الطاقة العالمية على أسعار المشتقات البترولية، وكشفت الدراسة أنّ مصر ضمن الدول الأرخص عالميا في أسعار الطاقة. وأوضح الباحث أنّ أسعار البنزين باتت محط أنظار العالم بعد الزيادات الحادة التي شهدتها مختلف دول العالم جراء أزمة الطاقة العالمية، وما نتج عن الأزمة الروسية الأوكرانية التي رسمت خريطة جديدة وواقعا جديدا لسوق الطاقة العالمية، لافتا إلى أهم ملامح تلك الخريطة كان الارتفاع الجنوني في أسعار الطاقة والغاز الطبيعي عالميا، مما تسبب في تعرض جميع دول العالم بلا استثناء إلى أزمات حادة في أسواق الطاقة، وبالتالي حدوث حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار العالمي في سلاسل الإمدادات العالمية في صناعة النفط والطاقة بسبب الكميات المعروضة، بالإضافة إلى تفاقم أزمة الوقود عالميا والتي تأثر بها العديد من دول العالم.
وأكد الباحث أن تبعات ذلك انعكست على الاقتصاد العالمي، مع حدوث موجة حادة من التضخم العالمي، وبالتالي ارتفاع تكلفة الاستيراد لمختلف دول العالم، إذ بلغ متوسط سعر البنزين عالميا حوالي 1.30 دولار للتر الواحد في فبراير الماضي، وفي مصر وصل متوسط سعر لتر البنزين إلى 0.351 دولار، بحسب البيانات المنشورة على موقع جلوبال بترول برايسيس.
وجدير بالذكر أنّ كل جالون بنزين يعادل حوالي 3.8 لتر بنزين كامل، وتجب الإشارة إلى أن جلوبال بترول برايسيس يعد الموقع الأكثر نشرا للمعلومات الموثوقة والمعتمدة حول أسعار الطاقة بالتجزئة في جميع أنحاء العالم، ويتتبع جلوبال بترول برايسيس أسعار البنزين في المتوسط عبر حوالي 150 دولة وأكثر من حوالي 250 مدينة على الصعيد العالمي. أسعار النفط الخام وعلاقتها بأسعار البنزين عالمي بشكل عام، هناك العديد من العوامل التي تحدد سعر البنزين والتي من أهمها: أسعار النفط الخام والتي تتحكم بشكل كبير في تحديد أسعار البنزين داخل مختلف دول العالم، وعلى سبيل المثال نجد أن سعر النفط الخام يتدخل بنسبة نحو 54% في تحديد سعر البنزين داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالإضافة إلى تكاليف التكرير والتصفية والتوزيع والتسويق، وبالتالي تشكل أسعار النفط الخام العامل الأكثر تأثيرا في تحديد أسعار البنزين، وهذا يعني أنه كلما كان اعتماد الدولة على استيراد النفط الخام زاد تأثر أسعار البنزين لديها بتقلبات سوق النفط العالمية. ولفت الباحث إلى الصعود الحاد الذي شهدته أسعار النفط عالميا منذ نهاية عام 2021، وبداية التعافي الاقتصادي قبل أن تسجل مستويات غير مسبوقة في نهاية فبراير من العام الماضي، في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية، قبل هدوء حدة الارتفاع مؤخرا على خلفية مخاوف تباطؤ الطلب على النفط الخام، والتي كان لها التأثير الأكبر في ارتفاع أسعار البنزين عالميا.
