«أؤكد الاحترام الكامل لكل قيادات القوات المسلحة السابقة والحالية». هكذا تحدث الرئيس «محمد مرسى» فى لقائه مع الجيش الثانى. جاء ذلك فى معرض رد الرئيس على ما اعتبره إساءة إلى شخص كل من المشير محمد حسين طنطاوى، والفريق سامى عنان، بسبب خبر نشرته جريدة «الجمهورية» وزعمت فيه أنه قد تقرر منعهما من السفر. وقد كان من الملفت أيضاً أن يعلن الرئيس مرسى أنه على اتصال دائم بالمشير والفريق ليأخذ منهما النصح والمشورة. هذا الكلام يعنى أن الرئيس «مش ناوى يزعّل تانى» أياً من القيادات العسكرية السابقة، لم يحدد لنا الرئيس «مرسى» هل ينطبق هذا القرار على الرئيس المخلوع أم لا؟!. فقد كان قائداً أعلى للقوات المسلحة، ومثله مثل الفريق والمشير ينتمى إلى المؤسسة العسكرية، ويقبض معاشه منها، بعبارة أخرى هل ينوى الدكتور «مرسى» معاملة «مبارك» بالمثل وناوى «ميزعّلوش» هو الآخر أم سيعامله بشكل استثنائى؟! وإذا كان الرئيس قد حدد، بعد ما يقرب من أربعة أشهر من حكمه، منهجه فى العمل من خلال «السابقين والحاليين»، فهل نفهم من ذلك أنه لن يمانع فى التعاون الصريح مع فلول الحزب الوطنى، خصوصاً أن هناك كلاماً يتردد حول المصالحة مع رموز النظام السابق؟!. ربما تكون قد سمعت عن تلك المبادرة التى أطلقها الداعية «عمرو خالد» للمصالحة الوطنية بين جميع أطياف الشعب المصرى، وفى مقدمتها رموز النظام السابق عملاً بقاعدة «الصلح خير ليه نتخاصم؟!». فالداعية الذى لا يشيب -لأنه شاب دائماً- لا يعمل بعيداً عن فكرة «الزر الإخوانى المستتر» الذى يدعم توجهات الجماعة -من بعيد لبعيد- دون أن يُحسب بصورة مباشرة عليها. وواضح أن الجماعة ورئيسها تعلموا من درس المواجهة مع القضاء التى انتهت بعودة النائب العام إلى منصبه، إنهم «ميزعّلوش حد بعد كده»!. إذن الرئيس هرول إلى «مراضية» المشير والفريق ومن غضب لهما، وسوف يمتد حبل «المراضية» إلى رموز النظام السابق «اللى مرسى مش ناوى يزعّلهم» أيضاً، لكنه من حيث «يراضى» المسئولين السابقين «بيزعّل» الشعب المصرى! طبعاً من حق الشعب «يزعل» وهو يرى «ريّسه» غير قادر على الثأر لدماء الشهداء، ولا استعادة الأموال المنهوبة، ولا معاقبة من نهبوها! وإذا كان الرئيس «محمد مرسى» راضياً هذا الرضا عن المسئولين السابقين، بل ويحاول الاستفادة من خبرتهم وتجربتهم العريضة، ولا يجد مانعاً فى «التصالح» مع رموز النظام السابق، فما لزوم وجع الدماغ فى الثورة أو التغيير، طيب ما يرجع «السابقون» الذين أطاحت بهم الثورة التى سعت إلى تخليص مصر من الحكم العسكرى، ويعود الدكتور مرسى إلى سابق عهده.. «وأبوك عند أخوك»!.