غرقت المحافظات فى الظلام، أمس، وشهدت بعض المناطق انقطاعاً للتيار الكهربائى استمر لفترات طويلة، ما أثار استياء أولياء أمور الطلاب المقبلين على أداء امتحانات منتصف العام، ولجأ البعض فى بعض المناطق إلى الاستعانة بالمولدات الكهربائية لمواجهة الأزمة. فى المنوفية، شهدت قرى ومراكز المحافظة انقطاعات متواصلة للكهرباء، زادت فى القرى عنها فى المدن، ما أثار حالة من السخط والغضب بين الأهالى، خصوصاً مع بدء امتحانات نصف العام الدراسى لطلاب المدارس والجامعات، ولمواجهة المشكلة اضطر أصحاب المحلات إلى استخدام المولدات الكهربائية وأضواء «الكشافات» حتى لا تتعطل تجارتهم وأعمالهم. من جانبه، أرجع المهندس محمد عسل، وكيل وزارة الكهرباء بالمنوفية، سبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى إلى الإقبال الشديد من المواطنين على تشغيل الدفايات والسخانات الكهربائية لساعات طويلة، خصوصاً خلال الأيام الماضية التى شهدت مصر خلالها موجة شديدة البرودة، وأضاف أن هناك نقصاً فى الوقود يؤثر بالسلب على انتظام التيار الكهربائى، إلى جانب دخول وحدات توليد الكهرباء فى مرحلة الصيانة، مؤكداً أنه لا يتم قطع الكهرباء عن مستشفيات المحافظة حفاظاً على صحة المرضى، إلى جانب معهد الكبد القومى بشبين الكوم. وفى سوهاج، دخلت قرى ومدن المحافظة فى موجة جديدة من الظلام الدامس، بعد انقطاع التيار لفترات زادت على 5 ساعات فى اليوم الواحد، أغلبها فى فترة المساء، ما تسبب فى ارتباك الطلاب الذين يؤدون امتحاناتهم سواء فى الجامعة أو المدارس، فيما انتابت الأسر حالة من القلق حيال مستقبل أبنائهم، دون أن يقدم المسئولون بالمحافظة إجابات مقنعة للأهالى عن سبب قطع الكهرباء. وأمام عدم قدرة المسئولين على مواجهة المشكلة تقدم الأهالى بعدة استغاثات للواء محمود عتيق، محافظ سوهاج، لكنها لم تفلح هى الأخرى. من جانبه، أوضح مصدر مسئول بكهرباء سوهاج -فضل عدم ذكر اسمه- أن السبب وراء قطع التيار هو عدم قدرة المحطات على تحمل الاستهلاك الناتج عن استخدام الدفايات الكهربائية بسبب موجة البرد، ما أدى إلى زيادة الأحمال على الشبكة، وأضاف: هناك صيانة تجرى فى بعض المحطات لمواجهة فصل الصيف المقبل، لكنها ليست السبب الرئيسى فى قطع التيار خلال الأيام الماضية، ولفت إلى أن الصيف المقبل لن يشهد استقراراً فى التيار الكهربائى بسب حالة محطات الكهرباء وعدم مقدرتها على تحمل زيادة الأحمال، وأوضح أن جزءاً من أزمة فصل التيار تتحمله شركة الكهرباء لأنها تسمح بتوصيل الكهرباء للمنازل المخالفة عن طريق دفع اشتراك شهرى ثابت، موضحاً أن هذه التوصيلات التى تتم أدت للضغط على الشبكة. وفى دمياط، عاودت الأزمة الظهور، وأغضبت الشارع الدمياطى، وطالب المواطنون رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، بالتدخل وحل الأزمة، خاصة بعد فشل المحافظ فى تنفيذ وعوده. من جهته، حمل إيهاب السيد، تاجر أخشاب من قرية السنانية، رئيس الوزراء مسئولية تجدد الأزمة بإبقائه وزير الكهرباء فى منصبه برغم مشكلات الفواتير التى عانى منها الكثير من المصريين قبل فترة. وتساءل حسن إبراهيم، أحد أبناء مدينة عزبة البرج، عن سبب الأزمة وانقطاع الكهرباء يومياً ولفترات طويلة، ما يتسبب فى وقف مصالح المواطنين وفساد الأسماك، خصوصاً أننا مدينة صناعية، علاوة على توقف ورش صناعة السفن عن العمل لفترات طويلة ما يتسبب فى خسائر مادية فادحة، مختتماً كلامه بالقول: «الأزمة خربت بيوتنا».