تكليلاً لنجاحات وحدة الأفلام الوثائقية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على مدار أكثر من 4 سنوات، جاءت خطوة الشركة بالإعلان عن إطلاق قطاع الإنتاج الوثائقى، وتأسيس أول قناة وثائقية مصرية، يبدأ بثها التجريبى يناير 2023 وإطلاقها رسمياً مايو من العام نفسه. وخلال السنوات الماضية، تمكنت وحدة الأفلام الوثائقية من إنتاج وتقديم ما يزيد على 50 فيلماً وثائقياً، وتنوعت خريطة إنتاج الوحدة بين الأفلام التاريخية والسياسية والاجتماعية والفنية، وكذلك الأفلام التى تسلط الضوء على جهود الدولة نحو تحقيق التنمية الشاملة. وأجرت وحدة الأفلام الوثائقية عشرات اللقاءات بين عواصم العالم، مع مسئولين وخبراء ومتخصصين أجانب وعرب فى مجالات مختلفة، كما حرصت الوحدة على ترجمة كافة أفلامها باللغة الإنجليزية لمخاطبة الجمهور غير العربى أيضاً. وقال الإعلامى أحمد الدرينى، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة، والذى شغل من قبل منصب مدير وحدة الأفلام الوثائقية، إن هذه الخطوة الجديدة تأتى تكليلاً لسنوات من النجاح والإتقان والعمل المتواصل الذى راعى كافة التفاصيل التحريرية والفنية لصناعة الفيلم الوثائقى داخل وحدة الأفلام الوثائقية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد تطويراً وتوسعاً فى صناعة وإنتاج الأفلام الوثائقية بالشركة المتحدة، تحت إدارة وإشراف قطاع الإنتاج الوثائقى، وذلك على أعلى درجة من الاحتراف والمهنية. وأضاف أن وحدة الأفلام الوثائقية قدمت أكثر من 50 فيلماً وثائقياً، لتبدأ «المتحدة» التفكير فى تدشين قطاع وثائقى تنبثق عنه القناة، لممارسة مهام وثائقية بالمفهوم الأوسع للتوثيق، مع مهام متداخلة مجموعة أنشطة تقوم بها الشركة، ربما يكون منها التدقيق التاريخى لبعض الأعمال. وأشار إلى أنه من ضمن أهداف إنشاء القناة الوثائقية الجديدة الحصول على وثائق تخص مصر فى سياقات مختلفة، بإجراء اتفاقات وبروتوكولات تعاون مع بعض مؤسسات الدولة، وفحص هذه الوثائق وفهرستها وأرشفتها وإعادة إنتاجها مرة أخرى فى صورة بصرية ملائمة، ليكون مشروعاً معرفياً بمعناه الأوسع وتكون القناة ذراعه الرئيسية. رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى: مصر تستحق أن تحكى روايتها بنفسها ونسعى لتقديم «مروية وطنية» عن تاريخ وحاضر البلد وأوضح أن هناك ضرورة لامتلاك ما سماه ب«المروية الوطنية»، حيث إن «تاريخ المنطقة فى كل حقبة ملىء بالأحداث ما بين حروب وترسيم حدود وسقوط أنظمة ومشكلات عرقية وطائفية ومخططات ومؤامرات لا تنتهى، فالسؤال المطروح من يروى هذه المروية؟، ومن هنا يأتى دور المشروع الوثائقى المصرى لتوثيق كافة الأحداث الكبرى بالمنطقة، وفى القلب منها مصر، وما أثر عليها وما أثرت فيه». وتابع: مصر تستحق أن تروى روايتها، حيث إن تاريخها ملىء بالإنجازات والمشروعات والبطولات والأمجاد، وحتى الانكسارات تستحق أن توثق، لأن هناك أجيالاً قادمة فى ظل زخم معلوماتى مهول، ولم يعد هناك دأب فى تحصيل المعرفة، وهنا يأتى دور القناة الوثائقية الجديدة فى تقديم وثيقة بصرية دقيقة وعلمية ومحترفة وتم العمل عليها بصورة سليمة وتقدم وجهات النظر والآراء العلمية والمتخصصة، ومدعمة بالمراجع والمصادر. وأوضح أنه تم توظيف «مدققين علميين» فى تخصصات مختلفة لمراجعة الأعمال الوثائقية، وذلك منذ كان المشروع وحدة تابعة للشركة المتحدة، لافتاً إلى أن ما ستنتجه القناة الوثائقية الجديدة ليس أعمالاً سياسية فقط، حيث إنه بالعودة إلى الأعمال التى أنتجتها وحدة الأفلام الوثائقية بالشركة المتحدة يجد المشاهد أعمالاً «سياسية، تاريخية، رياضية، اجتماعية، علمية، تنموية وفنية»، معبراً: «نحاول أن نحكى الحكاية كاملة، ونوثق حضارة وتاريخ وحاضر البلد». «الدرينى»: المشاهد سيرى أفلاماً عالمية وأعمالاً علمية تجعله مواكباً لكل ما يحدث فى جميع التطورات العلمية وحول جغرافيا خريطة الأفلام الوثائقية، أوضح أن القناة الجديدة ليست معنية بمصر فقط، حيث سيرى المشاهد أفلاماً من جميع أنحاء العالم، وأعمالاً علمية تجعل المشاهد مواكباً لكل ما يحدث فى جميع التطورات العلمية «الفيزياء، الطب، والفلك»، فضلاً عن الأنماط الفنية الجديدة لإنتاج الأفلام، وكذلك الأعمال عن الاقتصاد العالمى، معبراً: «سنقدم جرعة تعريفية مصممة بعناية مدروسة تحقق الإمتاع والمعرفة فى آن واحد». رئيس القناة: فرق العمل تبذل قصارى جهودها لتقديم منتج قادر على المنافسة.. و«الشركة المتحدة» تستهدف استنهاض صناعة إعلامية مهمة وقال الإعلامى شريف سعيد، رئيس القناة الوثائقية، الذى شغل منصب المدير التنفيذى لوحدة الأفلام الوثائقية، إن العمل جارٍ على قدم وساق استعداداً للبث التجريبى للقناة، ثم الانطلاق الفعلى مايو المقبل، موجهاً الشكر إلى الشركة المتحدة، مشدداً على أن كل فرق العمل بالقناة ستبذل قصارى جهودها لتقديم منتج وثائقى ذى كفاءة وجودة عالية، وقادر على المنافسة إقليمياً ودولياً. وأضاف أن الخطوة الحالية المتمثلة فى إطلاق القناة هى امتداد لخطوة أولية بدأت فى فبراير 2018 مع تأسيس وحدة الأفلام الوثائقية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، حيث بدأها بشراكة مع الإعلامى أحمد الدرينى، وعلى مدار أكثر من 4 سنوات توسعت الوحدة، وقدمت أكثر من 50 فيلماً وقطعة وثائقية، وهى تجربة لاقت إشادات الكثيرين. وأضاف «سعيد» أنه بعد السنوات الأربع رغبت الشركة المتحدة فى أن تتوسع فى التجربة، فكان الطرح بإنشاء قطاع للإنتاج الوثائقى، ينبثق منه قناة وثائقية، كأول قناة وثائقية مصرية، وهى خطوة تستهدف توسعة الإنتاج الوثائقى وتنوعه، واستنهاض صناعة وثائقية أصيلة فى مصر، وهو الدور التى تقوم به «المتحدة» حالياً. وتابع أن «المتحدة» استهدفت استنهاض هذه الصناعة الإعلامية المهمة ليس عن طريق العاملين بها فقط، ولكن بكل كوادر الصناعة فى مصر داخل وخارج الشركة، وبالتالى سيتم التعاون مع كل صُناع الوثائقيات فى مصر وفق معايير مهنية ومحترفة، لفتح سوق جديدة، وتنمية هذه الصناعة، والعمل على إيجاد منتج متميز، وخلق وضع تنافسى، فضلاً عن التوجه للمشاهدين فى مصر والعالم العربى، ولذلك نأمل أن تكون تجربة تلقى استحسان المشاهد المصرى والعربى. وحول أهم الموضوعات التى تستهدفها القناة، أشار شريف سعيد إلى أن القناة الوثائقية الجديدة ستستهدف إنتاج أفلام وبرامج وسلاسل وثائقية فى قطاعات ومجالات متنوعة، سواء سياسية أو تاريخية أو فنية أو تنموية، حيث إن قماشة الوثائقيات متسعة جداً، فضلاً عن حماية ما وصفه ب«الكنوز المصرية»، مستشهداً بالدور الذى قدمته وحدة الأفلام الوثائقية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فى إنقاذ الكنوز الوثائقية المنسية، مثلما حدث فى فيلم «عالم نجيب محفوظ» من إنتاج القناة الرابعة بالمملكة المتحدة عام 1989، الذى تم الحصول على حقوقه وترميمه وعرضه فى مصر فى ذكرى ميلاد الأديب الكبير نجيب محفوظ العام الماضى.