«أبويا هيفضل عايش في قلبي وقلب كل واحد بيعرفه.. أبويا كان زي النور ديما بينور لغيره.. أنا غاية دلوقتي في صدمة.. اللي مصبرني أنه مات في الجامع.. وأنه كان دايما بيدعي بحسن الخاتمة».. بهذه الكلمات التي تحمل في طياتها أحزان وأوجاع عميقة بدأ «يحيى زكريا» ابن المتوفى أثناء أداء صلاة سنة العشاء حديثه ل«الوطن». وأضاف «يحيى»: أن والدي كان يعمل مدرس قرآن كريم، في إحدى المعاهد الأزهرية بمركز ساقلته، شمال شرق سوهاج، وكان شديد التعلق بالقرآن الكريم، وكان دائم الحرص على تحفيظ الطلاب كتاب الله، وكان يحب أهالي القرية أن يسمعوا منه القرآن في الصلاة. وتابع: كان يمثل لي الحياة كلها، فكان دائما يحرص على نصحي ودعمي، فكان لي «صديق وأخ وأب»، وكان محبا للمرح والوجه البشوش، ولكن هذا قدر الله. ويضيف «وائل السوهاجي»، نجل عمومة المتوفى: أنني كنت مع الأستاذ زكريا قبل ساعات قليلة من وفاته، فكان وجهه ك«القمر وكان مبتسما»، وظل يقول لشباب قريته أثناء مروره لأداء صلاة العصر «تعالو معايا تصلوا أنا ماشي»، فلم أشعر بكلماته إلا بعد وفاته. ويضيف «حسن عبد الله»، مزراع يقيم بذات الناحية، أنني لم أر طوال سنوات حياتي رجل يجتمع الناس على حبه مثل هذا الرجل، فكان خبر وفاته حزن يصطحبه فرح بحسن الخاتمة. وكان قد سيطرت حالة من الحزن على أهالي قرية الصوامعة شرق في أخميم بسوهاج، إثر وفاة أزهري أثناء أداء صلاة سنة العشاء داخل المسجد بدائرة المركز، وانقسم المصلين بين حزين لفراقه، وبين السعيد بحسن الخاتمة له. حالة من البكاء والحزن العميق من الأهالي وشيع المئات من أهالي قرية الصوامعة بجميع نجوعها والقرى المجاورة جثمان «زكريا محمد»، مدرس أزهري ومحفظ قرآن بقرية الصوامعة، وسط حالة من البكاء والحزن الشديد من الأهالي، واتشحت قرى مركز أخميم بالحزن حدادًا وحزنًا على رحيل محفظ القرآن، الذي كان بينهم. كان محبا لأهله وقال «أحمد محمود»، شاهدد عيان، ل«الوطن»، إن المتوفى صلى العشاء وبعدما فرغنا من الصلاة، توجه لأداء صلاة سنة العشاء، وأثناء أداء الصلاة سقط مغشيا عليه، وعندما ذهبنا إليه وجدناه لفظ أنفاسه الأخيرة. ويضيف عبد الرحمن علي، عامل: «أن هذه الوفاة دليل على أن هذا الرجل تعلق بحب الله، حتى أصبح من أصحاب حسن الخاتمة، حيث كان دائم المحافظة على أداء الصلاة في المسجد، وصاحب كرم وخلق وله سمعة طيبة وذو وجه بشوش، وكان محب لأهله ومحب للأعمال الخيرية».