انطلقت مطلع الأسبوع الجاري فعاليات الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف باتفاقية الأممالمتحدة الإطارية للتغيرات المناخية COP27، والتي ترأسها وتستضيفها مصر بمدينة شرم الشيخ. وتعرض مصر عددًا من المبادرات والمشروعات الهامة التي تعكس جهودها لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، والمساهمات المحددة وطنيًا NDCs، من بينها المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي»، والذي من المقرر أن يجرى توقيع اتفاقيات الشراكة وخطابات النوايا الخاصة به اليوم في الجناح المصري بالمنطقة الزرقاء. ونعرض لكم في التقرير التالي إجابات حول البرنامج وأهدافه وما جرى تحقيقه في هذا الإطار:- ما هي المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي»؟ هي منصة أطلقتها وزارة التعاون الدولي، مطلع يوليو الماضي، بالتعاون مع الجهات الوطنية المعنية في ضوء الجهود الوطنية لتحفيز العمل المناخي وتحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وتنفيذًا لتوجيهات دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بإعداد والترويج لقائمة المشروعات الخضراء، بهدف حشد التمويلات التنموية الميسرة، ومنح الدعم الفني لتنفيذ المشروعات الخضراء. لماذا تم تدشين المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي»؟ مجموعة الدول السبع G7، كانت قد أطلقت مبادرة لتدشين منصات التحول العادل بقطاع الطاقة تحت مسمى Just Transition Platform (JTP)، بهدف دعم الدول الأكثر تلويثًا للبيئة للتحول إلى الطاقة النظيفة، وعلى ضوء هذه المبادرات ارتأت وزارة التعاون الدولي. لماذا تم اختيار اسم «نُوَفِّي»؟ باللغة الإنجليزية يُسمى البرنامج From Pledges to Implementations Egypt's Nexus Of Water, Food & Energy، وباللغة العربية محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة.. من التعهدات إلى التنفيذ، واختصاره NWFE، أي «نُوَفِّي»، بما يعني الوفاء بالتعهدات، وهو شعار الرئاسة المصرية لمؤتمر لمناخ COP27، ما يؤكد أن مصر كانت سباقة في جهود التنمية الصديقة للبيئة منذ عام 2014 بتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة والإدارة المستدامة للموارد المائية وغيرها. هل «نُوَفِّي» هي المنصة الأولى من نوعها؟ أطلقت بعض الدول بالفعل منصات شبيهة، لكن واجهتها بعض التحديات التي لم تمكنها من الحصول على التمويلات اللازمة والدعم من المجتمع الدولي، لذلك حرصت مصر على دراسة النماذج السابقة كافة لتلافي هذه التحديات، وصياغة إطار عام للترتيبات المؤسسية، بالتنسيق مع مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والاستثمار UNCTAD، وإعداد قائمة من المشروعات ذات الأولوية في مشروعات التخفيف والتكيف والمرونة. ما هي أهداف المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء «نُوَفِّي»؟ تعد المنصة جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، وتعمل على تحقيق أهداف رئيسية هي (1) تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، (2) بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة به، (3) تحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ، (4) تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، (5) تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وتبادل المعرفة. ما هي معايير اختيار قطاعات ومشروعات البرنامج؟ تضمنت الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، التي أطلقتها مصر خلال العام الجاري، 26 مشروعًا ذات أولوية حتى عام 2050 تمثل إطارًا للتحول إلى الاقتصاد الأخضر وتنفيذ أهداف الاستراتيجية، ثم جرى الوقوف على 9 مشروعات تنموية ذات أولوية من هذه المشروعات، وتبلغ التكلفة الإجمالية واستثمارات هذه المشروعات ما يقرب من 15 مليار دولار، وتتوزع بواقع مشروع ضخم في قطاع الطاقة، 5 مشروعات في قطاع الأمن الغذائي، و3 مشروعات في قطاع الأمن المائي. ما هو النطاق الجغرافي للمنصة الوطنية للمشروعات الخضراء؟ من بين ما تتميز به المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي»، أنه يقوم على نهج التنمية الشاملة التي تنفذها مصر؛ إذ تسعى المشروعات التسعة المدرجة ضمن البرنامج إلى تحقيق التنمية عبر المناطق الجغرفية المختلفة في مصر، وهي وادي النيل والدلتا وساحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والصحراء الشرقية ومنطقة قناة السويس وسيناء والصحراء الغربية والواحات البحرية. كيف سيتم حشد التمويلات وتوفير المساندة الدولية لهذه المنصة؟ منذ ديسمبر 2021 بدأت وزارة التعاون الدولي في عقد اجتماعات تشاورية ومخاطبة شركاء التنمية والقطاع الخاص، وتجميع المقترحات الخاصة بالتعاون المشترك، والتنسيق مع الجهات الوطنية، حتى جرى الإعلان الرسمي عن المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي»، خلال يوليو الماضي، في حدث شارك فيه أكثر من 155 ممثلا عن المؤسسات الدولية. ما هي ردود الفعل الدولية بشأن المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي»؟ استحوذت المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي» على اهتمام التحالفات الدولية لتمويل المناخ، مثل تحالف جلاسجو GFANZ، ومؤسسات التمويل الدولية وشركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، وظهر ذلك جليًا في المحافل الدولية والمحلية، ومن بينها منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي Egypt-ICF. هل مؤتمر المناخ COP27 هو نهاية المطاف بشأن البرنامج؟ الوثائق التي سيجرى توقيعها خلال مؤتمر المناخ COP 27 تمثل بداية لجولات من المشاورات والتعاون المشترك مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، للاتفاق على التمويلات المطلوبة طوال فترة رئاسة مصر لمؤتمر المناخ حتى تسليم الرئاسة لدولة الإمارات في نسخة العام المقبل COP28.