استهل الرئيس عبدالفتاح السيسي، نشاطه في اليوم الثاني لزيارته لدولة الكويت، باستقبال رئيسة وأعضاء مجلس أمناء المبادرة الكويتية لمساندة الشعب المصري. وعرض أعضاء المجلس على السيسي- حسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اليوم- أهداف مبادرتهم في دعم مسيرة التنمية الاجتماعية لمصر، بالتعاون مع بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية، عرفانًا وتقديرًا للشعب المصري ووقفته التاريخية مع الشعب الكويتي منذ نشأة دولته، وكذا تقديرًا للدور القومي الذي تلعبه مصر في حياة الشعوب العربية. وأوضح أعضاء المبادرة، أنها تنقسم إلى مراحل، بدأت أولها بتوفير أكبر قدر من المواد الغذائية للأسر المصرية المستحقة، بالتعاون مع بنك الطعام المصري، ثم تطور العمل ليشمل المساهمة في إعادة تأهيل عدد من القرى المصرية الأكثر احتياجًا، حيث كانت البداية في قرية المخزن، وسيتلوها 3 قرى هي العيساوية والدويرة وعباسة. وقدم الرئيس الشكر لأعضاء المبادرة الكويتية، على مبادرتهم النبيلة التي تعكس روح المحبة والتضامن التي تسود بين الشعبين الشقيقين، وأكد الرئيس على تذليل كافة العقبات البيروقراطية أمام المبادرة. كما وجه الرئيس تحية للمرأة الكويتية، التي تثبت إلى جانب شقيقتها المصرية، الدور الحيوي الذي تقوم به المرأة في المجتمع، والتي لا يمكن حدوث تقدم وتطوير في أي دولة بدونها. كما استقبل الرئيس بعد ذلك، وفدًا من مجلس العلاقات (الكويتية - المصرية) برئاسة الشيخ محمد جاسم الصقر، وهو مجلس جديد يضم عدد من الشخصيات الكويتية والمصرية البارزة، في المجالات الاقتصادية والاستثمار. وأكد رئيس المجلس، على أهمية دور مصر في الأمة العربية، والمكانة التي تحتلها في قلب كل مواطن كويتي، والذي يجعل دعمها ومساندتها واجب على كل كويتي، ورحب رئيس المجلس باستعادة مصر لدورها الطبيعي في قيادة الأمة العربية، مؤكدًا أن أمن واستقرار المنطقة العربية، يتوقف على أمن واستقرار مصر، ومشيدًا بالجهود الكبيرة التي يقوم بها الرئيس من أجل إعادة الاستقرار السياسي والأمني في مصر، مشددًا على رغبتهم في تعزيز الاستثمارات الكويتية في مختلف مجالات العمل في مصر. كما تناول اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وزيادة الاستثمارات الكويتية في مصر، حيث استعرض السيد الرئيس الخطوات الجارية لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، وتذليل العقبات البيروقراطية، كما أكد التزام مصر بتعهداتها وحرصها على تسوية كافة المشكلات التي تواجه الاستثمارات الكويتية. وفي نهاية الاجتماع، تم الإعلان عن إنشاء المجلس، على أن يتم تشكيل الجانب المصري في أقرب وقت، مع ضم عدد من الشخصيات البارزة في مجالات أخرى، كالإعلام والرياضة والثقافة وغيرها. وعقد الرئيس لقاءً مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية، وأدلى بحديث للتليفزيون الكويتي، حيث وجه التحية والتقدير للشعب الكويتي الشقيق، ولقيادته الحكيمة التي تستحق بجدارة لقب "القائد الإنسان"، كما شكر الأشقاء على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وهو ما يعكس متانة العلاقات بين البلدين. وأكد الرئيس على أن أمن الخليج، جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مبديًا استعداد مصر لحماية أمن الكويت والخليج في مواجهة أي مخاطر، مشددًا على أن أمن الخليج خط أحمر لمصر. كما تناول الرئيس المخاطر المحدقة بالمنطقة العربية، والظروف الصعبة التي تمر بها في المرحلة الراهنة، ما يتطلب ضرورة تكاتف جميع الدول العربية، ووقوفها صفًا واحدًا. ودعا الرئيس الأشقاء الكويتيين، للقدوم إلى مصر من أجل الاستفادة من الفرص الاستثمارية العديدة التي تتيحها المشروعات الكبرى الجاري إعدادها، مشيرًا إلى أهمية المشاركة الكويتية الفاعلة في المؤتمر الاقتصادي في مارس المقبل. كما أكد الرئيس على أن الحكومة المصرية، تسعى لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، من خلال التعديلات التي يتم إدخالها على التشريعات الاستثمارية، منوهًا إلى التزام مصر بتعهداتها، وحرصها على تذليل كافة المصاعب أمام الاستثمارات الكويتية. وأجرى الرئيس لقاء مع الإعلاميين المصريين، الذين يقومون بتغطية زيارته لدولة الكويت، حيث أكد الرئيس أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام في المرحلة الحالية، ولا سيما في دعم الاصطفاف الوطني، والحفاظ على ثوابت الدولة، وبناء الثقة واستعادة الأمل بين المواطنين. كما أكد على أهمية تجديد الخطاب الديني، مشيدًا بما يمثله الأزهر الشريف من رمز للإسلام المعتدل، واستعرض الرئيس نتائج زيارة دولة الكويت الشقيقة، والجهود المبذولة لدعم التضامن العربي، ووحدة الصف في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه الأمة العربية. وأشار الرئيس إلى وجود تطابق تام في وجهات النظر، مع الجانب الكويتي الذي أبدى استعداده لضخ مزيد من الاستثمارات في مصر، مع توفير التشريعات اللازمة لجذب المستثمرين. كما تناول الرئيس عددًا من الملفات الداخلية، مشيرًا إلى الخطوات الجاري اتخاذها لمواصلة عملية التنمية، ومواجهة التحديات المختلفة، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين. وعقب ذلك، توجه الرئيس إلى المطار الأميري بالكويت، وبرفقته الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، الذي قام بتوديعه، حيث غادر الرئيس عقب ذلك عائدًا إلى القاهرة.