من مواليد برج العذراء، أهم ملامح الشخصية النقد والمراقبة والتحليل الدقيق.. ولا داعى للدخول أو التوغل فى بقية الصفات، لأن الصفات السابق ذكرها كافية أن تسبب نوعاً من عدم الارتياح لأغلب المحيطين أو المتلقين!! ولأن معظم مواليد هذا البرج -إن لم يكن كلهم- فى بحث دائم ومرهق عن الكمال، فقد تكون الصفات المذكورة تنال مساحة دائماً من تفكيرهم وتشملهم حتى يصبحوا أناساً أفضل أو ربما يصبح الآخرون هم أيضاً الأفضل. ولأنه من الاعتياد الروتينى أننا مع بداية كل عام نراجع أجندتنا، وتركيباتنا النفسية وآمالنا المستقبلية؛ الأمر الذى يدعو لفتح الباب للحوار حول فنون النقد والانتقاد وما يرتبط بها أيضاً من أساليب «الأخذ والعطاء».. وأعنى هنا فيما يتعلق بما «نقوله ونستقبله». ولأن القضية هنا ليس لها دوافع شخصية ولا هى موجهة لأفراد بعينهم إنما هى قضية عامة تمسّنا جميعاً وتتعلق فى الحقيقة بنضوجنا الفكرى ومدى استعدادنا لتقبل «النقد البنّاء وتقديم واستقبال النصيحة والمشورة الصحيحة» وهى من المهارات الأساسية فى الحياة التى فى الحقيقة لا يستوعبها أو يتقبلها معظم البشر ويحاولون تجنبها، أذكياء كانوا أو أغبياء.. حيث تستقبل عقولنا عبارات «النقد» كنوع من التهديد لبقائنا السليم واحتياجنا الدائم إلى أن نشعر أننا نسير على المسار الصحيح حتى وإن كان ذلك غير حقيقى، لذا يقوم العقل فى هذه الحالة بحمايتنا من التهديد الذى يتلقاه ويتعارض مع «رؤيتنا لذاتنا»، وفطرياً يعمل على الدفاع ضد الهجوم النقدى أو المعلومة التى يتلقاها بدلاً من التفكير فى إصلاح الذات. وينطبق هذا الشعور بصفة عامة على معظم البشر فى حياتهم وممارستهم اليومية مؤثراً على حياتهم سلباً أو إيجاباً ولكنه يصبح أكثر تعقيداً عندما يكون سائداً فى أسواق العمل وهو تحديداً ما يواجه معظمنا كعاملين -رؤساء كنا أو مرؤوسين- فى مؤسساتنا المختلفة، لأن معظمنا لا يتلقى أو يحصل على الأساليب العلمية للتدريب والخاصة بتنمية العاملين وطرق مخاطبتهم من خلال «نقد بنّاء» خالٍ من الأغراض الشخصية والنفسية والذى يهدف فى المقام الأول للوصول إلى أفضل الخصائص والنتائج التى يمكن استخراجها من العاملين والتحليق بهم إلى آفاق أفضل وبالتالى إلى مناخ إنتاجى وصحى أفضل وهو أسلوب يحتاج بجانب «برامج التدريب» إلى توافر الثقة لدى المتلقى بأن المانح يتحلى بصفات المصداقية والنيّة الحسنة والوضوح مع أسلوب تفاعلى تتخلله مشاعر تهدف بإخلاص إلى المساعدة والإحساس بالمسئولية والإرشاد والدعم وليس من أجل الاستعلاء أو «المرْيَسَة» أو المهادنة أو الإحباط والاتهام والتجريح أو حتى بسبب «المزاج مش رايق النهارده»!! تركيز النقد على الموقف أو المشكلة يصبح أفضل من التركيز على الأفراد أنفسهم وهويتهم الشخصية وهو ما يساعد المتلقى على الاستماع إلى النصيحة والإرشاد دون أن يشعر بأن «شخصه متهم»!! هذه القضية وإن بدت صغيرة تخترق معاقل العمل فى حياتنا ولا تسمح بالمزيد من الإنتاج والتقدم والاستثمار الجيد فى البشر. إننا نزج فى المؤسسات بنماذج من المستشارين ولكننا لا نخرج منهم بنتيجة كبيرة تحقق لنا بالفعل ما نرجوه فى تنميتنا البشرية.. وعلينا أن نفرق بين هؤلاء الذين أصبح الكثير منهم مندساً دون «حل أو ربط» وبين المتوغلين بالفعل فى العمل وهم غالباً ما يكونون الرؤساء الذين تم اختيارهم أحياناً وفقاً لصفة واحدة بينما رئاسة العمل وإدارة فريقه تتطلب صفات عديدة، لكننا نتجاهلها كلها!!