يستعد المواطنون في البرازيل، لانطلاق الجولة الثاني في الانتخابات الرئاسيى، في 30 أكتوبر الجاري، بين الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو، ومنافسه اليساري لولا دا سيلفا، الرئيس الأسبق للبلاد، بحسب الهيئة الوطنية للانتخابات في البرازيل. تقول الدكتورة أمل مختار، الخبيرة في شؤون أمريكا اللاتينية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن أهمية الانتخابات الرئاسية البرازيلية الأخيرة، أنها تجرى وسط استقطابات حادة بين المرشح اليساري لولا دا سيلفا، والرئيس اليميني جايير بولسونارو، إضافة إلى مدى تأثيرها على السياسيات الاقتصادية في البرازيل عقب ذلك. مفاجآت متوقعة من أنصار بولسونارو أضافت أمل ل«الوطن»: «ترجح استطلاعات الرأي فوز لولا دا سيلفا بدرجة كبيرة، وتبين ذلك بعد انتخابات الجولة الأولى التي أجريت في 2 أكتوبر الجاري، ومن المتوقع أن يفوز في الجولة الثانية المقرر إجرائها يوم 30 أكتوبر الجاري»، لافتة إلى أنه من المتوقع حدوث بعض المفاجآت من قبل أنصار الرئيس بولسونارو، التي ستعرقل قليلا إجراء الانتخابات، لكنها لن تحدث أي تغيير في نتائج الانتخابات، موضحة أن البرازيل دولة ديمقراطية، وسيكون هناك استقرارا عقب انتهاء الانتخابات. أزمات كبيرة في البرازيل أشارت الخبيرة في شؤون أمريكا اللاتينية، إلى أن البرازيل تعاني حتى الآن من مشكلات قديمة، وهي الأزمة الاقتصادية ومشكلة الجريمة المنظمة، وأن لولا دا سيلفا كان لديه برنامجا اقتصاديا مهما في فترة رئاسته الأولى عام 2003، لحل الأزمة ونجح بالفعل في الخروج منها، وتمكن الاقتصاد من الاستفادة من ارتفاع أسعار المواد الخام في تلك الفترة، كما استطاع أيضا الخروج بالاقتصاد من حالة الإفلاس إلى اعتباره من أقوى الاقتصادات الخمسة على مستوى العالم، ولكن الآن توجد أزمة اقتصادية داخل البلاد. أما عن الجريمة المنظمة، فأوضحت أمل، أن الرئيس الأسبق لولا دا سيلفا عمل على حل هذه القضية، حيث إنه رفع من الطبقات الدنيا على مستوى التعليم والصحة والدخل، وهذه العوامل ساعدت في عدم انخراط أبناء الطبقات الدنيا في عصابات الجريمة المنظمة، ومع ذلك لم يتم العثور على حل جذري لحل هذه المشكلة بالكامل حتى الآن. علاقة المرشحين بأمريكا وعن العلاقات مع الولاياتالمتحدة ودول أمريكا اللاتينية الأخرى، لفتت الخبيرة، إلى أن علاقات تيار اليسار البرازيلي، الذي يمثله دا سيلفا، والولاياتالمتحدة كانت جيدة، ولم تكن سيئة إطلاقا، على الرغم من أن أولوياته كانت المواجهة الرشيدة للهيمنة الأمريكية، واتخاذه لبعض السياسات بمعزل عن توجهات الولاياتالمتحدة فيما يخص القضية الفلسطينية، والملف النووي الإيراني، بينما يستخدم الطيار اليميني المتطرف الذي يمثله بولسونار نفس النهج باختلاف لغة التصريحات والتبعية المفرطة. وكانت العلاقات مع دول أمريكا الجنوبية جيدة، إذ تعاونت الحكومات اليسارية في البرازيل والأرجنتين وغيرها من الدول اللاتينية الأخرى، وكانت تتحالف على المستوى الاقتصادي والسياسي بأعلى درجاته، بينما يختلف الوضع مع الحكومات اليمينية، ويصبح التعاون في تراجع مستمر.