تعد «الإتاحة»، ضمن الركائز الأساسية في التعليم وهو ما أولته الدولة المصرية أهمية كبرى وتمثلت هذه الركيزة في ملف الجامعات التكنولوجية، انطلاقا من حرص الدولة على توفير تعليم يراعي البعد الاجتماعي للأسر ويحقق رغبة الالتحاق بالجامعة لطلاب الدبلومات الفنية، وظهر ذلك جلياً في إنشاء وافتتاح سبع جامعات تكنولوجية جديدة بجانب جامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية وجامعة الدلتا التكنولوجية وجامعة بني سويف التكنولوجية ليصبح الإجمالي 10 جامعات تكنولوجية في مصر، حتى توفر البيئة التعليمية الجذابة لتسد الفجوة بين الفني والمهندس التي دائماً ما يعاني منها سوق العمل، وأخيراً تأهيل الطلاب لسوق عمل إقليمي ودولي، وكل هذه الأمور تتم وفق مجموعة من العوامل والآليات التي خططت لها جيداً وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وراعت الدولة البعد الاجتماعي في هذه الجامعات بما يحقق تعليم جيد وبمعايير عالمية ويؤهل لسوق العمل، وجاء ذلك في محاور رئيسية حددها الدكتور عربي السيد كشك، رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية، موضحاً أن المحور الأول هو الحرص على تأسيس معامل بأحدث التقنيات العالمية وقاعات تدريس جيدة تواكب طبيعة العملية التعليمية التي تركز على المشاركة بين الطالب والأستاذ الجامعي. المصروفات الدراسية الجامعات التكنولوجية المحور الثاني، هو تحمل الدولة جزء كبير من التكلفة الفعلية لتعليم الطلاب والتي يمكن ترجمتها في المصروفات الدراسية التي يسددها الطالب وهي 10000 جنيه للفرقتين الأولى والثانية و12000 جنيه للفرقتين الثالثة والرابعة، أي تكلفة الطالب الفعلية 40 ألف جنيه. ويضيف «عربي» في حديثه ل«الوطن»، أن الجامعات التكنولوجية بمثابة تطوير للتعليم الفني: «قبل إنشائها كان عدد طلاب الدبلومات الفنية الملتحقين بالجامعات محدود»، مؤكداً أنه في العام الدراسي الحالي حدثت طفرة كبيرة في عدد الجامعات التكنولوجية بما يتيح الفرصة لمختلف الطلاب للحصول على البكالوريوس ثم الدرجات العلمية كالماجستير والدكتوراه. وانعكست كل هذه الأمور، بحسب الدكتور عربي السيد كشك، على تغيير الثقافة المصرية، فاتجه تفكير أولياء الأمور أولا للتعليم الفني لما شهده من اهتمام ونهضة كبيرة ثم الجامعات التكنولوجية التي تتيح لهم فرصة الحصول على شهادة ثم تأهيل جيد للحصول على فرص عمل داخلية وخارجية. «كشك»: مؤسسات تعليمية في مناطق صناعية وأوضح «كشك» نتائج اهتمام الدولة بعنصر الإتاحة في التعليم، التي انعكست على فرص العمل: «الجامعات التكنولوجية مؤسسات تعليمية في مناطق صناعية وهو ما يتيح الفرصة للطالب للدراسة والتدريب وأخيراً الحصول على فرص عمل في هذه المناطق»، مؤكداً أن جامعة الدلتا فتحت برنامجًا للتبريد والتكييف بناءً على طلب الشركات الصناعية. وللجامعات التكنولوجية دور رئيسي كشف عنه الدكتور هشام الديب، رئيس جامعة القاهرة التكنولوجية الجديدة، قائلا: «هذه النوعية من الجامعات لها دور أساسي هو توطين الصناعة في مصر من خلال دراية الصانع بالعصر الذي يعيش فيه من منظور الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي وغيره من متطلبات الحياة العملية، وهو ما تقوم به الجامعة بتأهيل الخريج للعمل على المستوى المحلي والدولي». يتحقق دور هذه الجامعات في إتقان الخريج اللغة الأجنبية ومهارات التواصل وريادة الأعمال والفكر المختلف، وفقًا ل «الديب»: «الطالب الذي يدخل المصنع وينفذ الجانب التكنولوجي عمليا أصبح الطلب عليه كبيرا في العصر الحالي». نظام الدراسة للدراسة نظام غير تقليدي، كشف عنه «الديب» في حديثه ل«الوطن»: «الجامعات التكنولوجية تتميز أنها (تو بلس تو) أي بعد عامين يتم تخريج دبلوم متوسط عالي يستطيع العمل في الصناعة عام وإثنين وثلاثة ويعود مرة أخرى لاستكمال السنة الثالثة والرابعة كبكالوريوس ومهني، ويوجد ماجستير مهني ودكتوراه مهني»، لافتاً إلى أن الصناعة بحاجة لهذا الخريج. منذ إطلاق الجامعات التكنولوجية في مصر قبل ثلاثة أعوام كانت نسب الإقبال ترتفع عاماً تلو الآخر، وهو ما يوضح زيادة وعي الطلاب وأولياء الأمور بأهمية هذه الجامعات ودورها في التأهيل لسوق العمل: «أثناء التدريب في المصانع والشركات يتم اختيار الطلاب المميزين والجادين لأنهم يقضون وقتاً طويلاً في التدريب العملي ثم يرسل المصنع أو الشركة طلب إلى الجامعة بشأن الطلاب المميزين للعمل معهم، وهو ما يزيد من فرص العمل». برامج الجامعات التكنولوجية وعن برامج الجامعة، قال الدكتور هشام الديب، إن الجامعة تضم برامج عديدة منها برنامج الميكاترونكس والأوتوترونكس والطاقة الجديدة والمتجددة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأطراف الصناعية والأجهزة التقويمية، مؤكداً أن الجامعة تهتم بتنمية المهارات وسيتم افتتاح أول حاضنة تكنولوجية بالجامعة لدعم الطلبة التي لديها ابتكارات جديدة وليس لجامعة القاهرة فقط بل للجامعات الأخرى وسيتم سفر الطلاب المميزين الخارج، وتعليمهم ريادة الاعمال وكيف يكون صاحب شركة.