فى إطار تعاون الحكومة مع المجتمع المدنى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، يُعد مركز التنمية المستدامة لدعم المرأة، الذى تم تدشينه فى أبريل الماضى فى قرية نزلة الشوبك بمحافظة الجيزة، إحدى أدوات الدولة لتحقيق هذا الهدف، وذلك فى إطار سلسلة من مراكز الاستدامة التى بدأتها الدولة. وساهم المركز فى نقل صنعة السجاد والكليم والمنسوجات اليدوية من أخميم فى سوهاج إلى البدرشين، كما تعمل مراكز «استدامة» فى المناطق التى كانت الحرف اليدوية والتراثية منتشرة بها لفترة طويلة وتراجعت بعد 2011، لقلة الخامات وعدم التسويق الجيد. وفى محافظة الفيوم تم افتتاح مصنع سجاد يدوى للسيدات المعيلات، يعمل فيه أكثر من 260 أسرة تحت التدريب والتشغيل، ويُعد إنتاج هذا المصنع مميزاً وتتولى المؤسسة تسويق تلك المنتجات. على الطريق السريع فى قرية نزلة الشوبك بمحافظة الجيزة يقع مركز «استدامة»، وهو مركز متكامل لتنمية وتطوير المرأة الريفية دشنته مؤسسة «صُناع الخير» تحت مظلة «حياة كريمة»، وتوجد بداخله سيدات معيلات وفتيات مكافحات جئن إلى هنا لاكتساب حرفة جديدة تساعدهن على تحسين مستوى معيشة أسرهن، بالإضافة إلى سيدات أخريات جئن لتلقى دورات كمبيوتر ولغة إنجليزية ومحو الأمية. «أم زياد» واحدة من أهالى قرية نزلة الشوبك، علمت بالتدريب المجانى صدفة من خلال جيرانها فأقنعت زوجها بالذهاب إلى مركز الاستدامة لاكتساب مهنة تساعدها على كسب مبلغ شهرى تسد به نفقات أسرتها وتساعد زوجها فى ظل ظروف غلاء المعيشة. لم يكتف مركز الاستدامة بتدريب السيدات والفتيات على النول فقط، بل يعطى كل واحدة منهن نولاً خاصاً فى منزلها يمكّنها من فتح مشروع نسيج يدوى خاص بها، على أن تتولى المؤسسة نفسها تسويق منتجاتهن فى معارض الدولة، بحسب رواية الأم. يضم المركز أيضاً فصلاً لمحو أمية السيدات وتحفيظ القرآن، فضلاً عن تقديم دورات تعليم اللغة الإنجليزية ومهارات الحاسب الآلى مجاناً للارتقاء بمستوى معيشة المرأة الريفية مهنياً وثقافياً لتوفير حياة كريمة لهن. يتوافد على فصل محو الأمية الموجود داخل مركز الاستدامة سيدات معيلات فى أعمار متفاوتة، رغبة منهن فى تحسين ظروفهن الخاصة، بعد أن أصبحن العائل الوحيد لأسرهن، إما لوفاة الزوج أو الانفصال عنه. مسئول: متخصصون فى النسيج يدربون السيدات وتسليم أنوال لهن لبدء مشاريعهن الخاصة المهندسة «نورا العقبى»، مدير مركز استدامة لتنمية وتطوير المرأة الريفية، كشفت ل«الوطن» أشكال التدريب والتطوير المهنى التى يقدمها المركز، فضلاً عن دور المركز فى تحويل سيدات القرية إلى صاحبات مشاريع خاصة لتحويل القرية إلى قرية منتجة ومصدّرة، وقالت إن المركز يعلم السيدات حرفة المشغولات اليدوية على الأنوال الخشبية التى يوفرها لهن المركز، وذلك لإنتاج أشكال مختلفة من المنسوجات اليدوية، بما يتناسب مع طبيعة القرية الريفية، كما يقدم دورات لمحو الأمية للسيدات المعيلات، من خلال تخصيص فصل لتعليم القراءة والكتابة، وأيضاً لتحفيظ القرآن الكريم بواسطة سيدات متخصصات ومؤهلات لتقديم تلك الخدمة. وعن مدة التدريب على النسيج قالت: «تتلقى السيدات تدريباً من 3 إلى 4 شهور بواسطة متخصصين فى النسيج لتعليمهن كل أصول الحرفة من الألف إلى الياء، حتى يصبحن قادرات على تنفيذ منتج يدوى من صنع أيديهن»، وتضيف قائلة: «تستمر العلاقة بين المركز والسيدات حتى بعد انتهاء فترة التدريب، حيث يتم تسليم كل سيدة نولاً خشبياً لها فى منزلها حتى تستطيع إقامة مشروع خاص بها تنفق به على أسرتها، ويحصلن على الخامات المستخدمة من المركز». وشددت مدير مركز استدامة على أن «كل التدريبات المهنية وحتى تسليم الأنوال للسيدات فى المنازل مجاناً دون أى مقابل، والهدف من ذلك مساعدة الأمهات المعيلات على النهوض بالمستوى المعيشى لأسرهن والقضاء على الفقر والبطالة».