أكد عدد من الخبراء والباحثين في شؤون الحركات الإسلامية والجماعات المتطرفة، أن الجماعات الإرهابية الحالية باتت تمتلك أجهزة إعلامية حديثة ومتطورة، تشتمل على خبراء ومتخصصين في تكنولوجيا الاتصال المختلفة، وذلك لتوصيل أفكارهم المتطرفة إلى الدول الأخرى، في أوروبا وأمريكا. واعتبر الدكتور كمال حبيب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن "داعش" أولى اهتمامًا خاصًا للإعلام في تنظيمه، حيث جعل له وزارة مخصصة لهذا الغرض، بها وزير وموظفون مثله مثل باقي الدول، إضافة إلى مئات من الحسابات الشخصية على "فيس بوك" و"تويتر" لأتباع وأنصار التنظيم. وأضاف حبيب، ل"الوطن"، أن الهدف من هذا الجهاز الإعلامي الضخم هو نشر الفكر التكفيري والجهادي في العالم كله، وليس في الدول العربية فقط، موضحًا أن الإنترنت وشبكات التواصل أتاحت للتنظيمات الإرهابية نشر أفكارهم في قلب الدول الأوروبية والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الشباب تم تجنيدهم على يد هذه التنظيمات. وأكد حبيب أن الجماعات الإرهابية أصبح لديها خبراء في مجال التصوير والإخراج، والبرمجة، بحيث يمكنهم إنشاء وتصميم المواقع والمنتديات الخاصة التي يروجون بها لفكرهم، مشددًا على أن الشباب في سن المراهقة والبنات هم أكثر الأشخاص عرضة للتنظيمات الإرهابية في العالم، حتى إن بعض الفتيات تم تجنيدهن عبر وسائل الإعلام التي يستخدمها "داعش" على الإنترنت. من جانبه، قال صبرة القاسمي، الجهادي السابق ومنسق الجبهة الوسطية، إن تنظيم "داعش" يمتلك آلة إعلامية كبيرة جدًا، وتفوَّق في ذلك على التنظيمات الإرهابية الأخرى السابقة له، مثل تنظيم القاعدة، الذي لم يمتلك مثل هذه الآلة الإعلامية يومًا ما. وأضاف صبرة، ل"الوطن"، أن تنظيم "داعش" استطاع بآلته الإعلامية وأنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، الوصول إلى كل الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية، وهو الأمر الذي لم يتوفَّر لتنظيم القاعدة في أفغانستان أو غيرها من الدول. وأكد القاسمي أن تنظيم "داعش" أصبح يمتلك آلة إعلامية ضخمة، بها خبراء متخصصون في كل ما يمكن أن تحتاجه الجماعة لنشر فكرها، فهناك خبراء في البرمجة وتصميم المواقع، وهناك خبراء في برامج المونتاج المختلفة، لإخراج فيديوهات الجماعة وأفلامها التسجيلية بجودة عالية، وهناك خبراء في مواقع التواصل الاجتماعي والهاكرز، بالإضافة إلى مترجمين لجميع اللغات، لتوصيل الرسائل الإعلامية للدول الأجنبية الأخرى.