حصلت «الوطن» على تفاصيل التحقيقات فى قضية خلية «الرصد والردع» بالعمرانية، التى ارتكب عناصرها 3 جرائم إرهابية فى الجيزة، وهى تفجير عبوة ناسفة أمام سينما رادوبيس بالهرم، نتج عنها مصرع موظف وإصابة آخرين، بعد أن كانت تستهدف مجموعة من سيارات الشرطة فى مظاهرات الإخوان فى الصيف الماضى، وارتكاب عناصر «التنظيم» جريمتى تفجير عبوة ناسفة أمام منزل السفير البلجيكى بالعمرانية، بقصد الإضرار بصورة مصر لدى الخارج، وأسقطت العملية الثالثة عناصر «التنظيم» فى قبضة أجهزة الأمن، حين تم ضبط متهم أَلقى عبوة ناسفة أسفل سيارة بعد وضعها داخل كيس «شيبسى». وأحال النائب العام المستشار هشام بركات، أمس عناصر هذا «التنظيم» إلى محكمة الجنايات، وعددهم 21 متهماً. جرت التحقيقات بإشراف المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، وباشرها المستشاران مدحت مكى رئيس نيابة الأحداث الطارئة، ومحمد سمير الطماوى مدير نيابة الأحداث الطارئة، وسجّلت النيابة اعترافات المتهمين ب«الصوت والصورة»، ومن المقرر إرفاقهما بملف التحقيقات المحال إلى المحكمة. ووصفت التحقيقات المتهمين بأنهم شديدو الخطورة، وأنهم كانوا منظمين، واختاروا منطقتى العمرانية والطالبية، لتنفيذ عملياتهم ضد قوات الشرطة، وشرحت التحقيقات أن أخطر عناصر هذا «التنظيم» تلقى تدريبات فى ليبيا، وحارب مع العناصر المسلحة ضد نظام «القذافى»، وأُلقى القبض عليه هناك، وأُفرج عنه بعد 94 يوماً، وتم ترحيله إلى تونس، وعاد إلى مصر، واستقر بمنزل أسرته فى العمرانية، ثم سافر إلى سيناء، والتقى بعض العناصر التكفيرية هناك، ووقعت بينهم خلافات، خاصة أنه كان يريد تنفيذ أى عملية استشهادية فى أقرب وقت، لكنهم فضّلوا وضعه تحت الاختبار. وأكدت التحقيقات أن المتهم يُدعى «محمد درى سيلاوى» وأنه سافر بعد مكوثه شهراً فى سيناء، إلى سوريا، عن طريق تركيا، واستغلت العناصر التكفيرية فكره، وكانت تقدم له صوراً بالقمر الصناعى لمواقع للجيش السورى، وكان يرسم الخطط، ويُحدد لهم كيفية تفجير هذه الأماكن، وكان يشارك فى العمليات بصفته قائداً، ثم عاد إلى مصر بعد سقوط نظام الإخوان، وتعرّف على بعض العناصر الإخوانية التى كوّنت خلية «الرصد والردع»، وكان له دور تنظيمى، واقترح على عناصر الخلية، أن يكون هناك تحديد للهدف، واختيار للتوقيت، وكان يشرح كيفية التنظيم. واقترح أن يتولى 3 منهم تنفيذ أى عملية، ثم يختفون، ويتولى 3 آخرون العملية التى تليها. وقال المتهم فى التحقيقات التى جرت بإشراف المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة: «أنا أصلاً أُكفّر جماعة الإخوان، لكنى طبّقت قاعدة (أنا وأخويا الكافر على الحكومة الكافرة)، واشتركت مع عناصر (الرصد والردع)، وبصراحة لما روحت سيناء كنت متسرعاً، وقلت للجهاديين هناك أنا لازم أشترك فى أول عملية، وأنا عايز أستشهد، لكنهم رفضوا، حتى أخضع للاختبارات، وده اللى خلق خلافات معاهم، وسافرت إلى تركيا، ومنها إلى سوريا، وقاتلت ضد عناصر (الأسد)، وكنت أشارك فى صُنع القنابل والعبوات، لكن والدتى مرضت ورجعت إلى مصر، علشان أطمن عليها، وتعرفت على عناصر الخلية هنا فى العمرانية، وأنا اللى وضعت عبوة سينما رادوبيس، وكان وزنها 3.5 كيلوجرام من مادة (تى إن تى)، ويومها رصدنا خط سير القوات، ولحظة مرورهم، وكان يوم جمعة، فجرت العبوة، ودى كانت بالريموت، مش بالموبايل، وعرفت بعدها أن فيه حد مات مالوش علاقة بالشرطة خالص، وكنت عايز أموّت أى حد من الشرطة». وأضاف المتهم: «أنا من صغرى متابع أسامة بن لادن، وهو مَثلى الأعلى، وكنت معجب به، وباشوف فيديوهات وتسجيلات ليه على النت، أو اللى كانت بتبثها بعض القنوات، وهو بيعلن تحديه لأمريكا». وكشفت التحقيقات التى باشرها مدحت مكى، رئيس نيابة الأحداث الطارئة، ومحمد الطماوى مدير النيابة، أن عناصر الخلية سقطوا بعد ارتكابهم عملية تفجير عبوة أمام منزل السفير البلجيكى بالعمرانية، وكان الهدف من العملية توصيل رسالة إلى الدول الأوروبية أن مصر تعيش حالة من الانفلات، وأكدت تحقيقات النيابة أن أحد المتهمين، ويُدعى «طارق أحمد محمد»، وهو طالب فى كلية العلوم بجامعة القاهرة، تسبّب فى سقوط عناصر الخلية، حيث وضع عبوة ناسفة فى كيس «شيبسى»، وألقاها أسفل سيارة شرطة، وشاهده البعض، وضبطوه، وباستجوابه كشف أن 4 أشخاص من تحالف «دعم الشرعية» يموّلون هذه العمليات. وأضافت التحقيقات أنه تم ضبط 2 من المتهمين، فى مدينة قويسنا بالمنوفية، وأُلقى القبض على باقى المتهمين فى الجيزة. وصنّفت النيابة اتهامات المتهمين، وأكدت أن المتهم الأول أنشأ وأسس وأدار وتولى زعامة تنظيم أُسس على خلاف أحكام القانون، الغرض منه الدعوة إلى تعطيل الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والأفراد والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى، بأن جنّد باقى المتهمين وبثّ فى أنفسهم فكرة تأسيس وإنشاء تنظيم خلية «الرصد والردع» بالعمرانية وأحاطهم علماً بأغراضها التى تدعو إلى استهداف رجال الشرطة ومركباتهم، والمنشآت العامة بهدف الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، والوسائل المستخدمة فى بلوغ ذلك المقصد، فأذعنوا جميعاً له، وكان الإرهاب من الوسائل التى استخدمها ذلك «التنظيم» فى تنفيذ أغراضه. وتوصلت التحقيقات إلى أن المتهمَين الثانى والثالث توليا منصبين قياديين داخل «التنظيم» واختصا مع المتهم الأول بوضع المخططات الإرهابية وتحديد الأهداف وأماكن ومواقيت التنفيذ، وتلقين المتهم الرابع وآخرين كيفية تصنيع العبوات المتفجّرة، وإمدادهم بعبوات أخرى معدة للتفجير والإشراف على تنفيذ المخططات وإصدار التكليفات لباقى أعضاء «التنظيم» لتنفيذ أغراضها. كما تبيّن من التحقيقات أن المتهمين الثانى والثالث والعاشر، قتلوا المجنى عليه يوسف عطا الله رزق الله، عمداً مع سبق الإصرار والترصُّد، بأن عقدوا العزم وبيّتوا النية على إزهاق روح أىٍّ من رجال الشرطة المكلفين بفض التظاهرات التى اعتاد تسييرها أعضاء وعناصر جماعة الإخوان والموالون لهم يوم الجمعة من كل أسبوع، واتفقوا على ذلك، وتنفيذاً لمخططهم الإرهابى، أعدوا عبوة ناسفة متصلة بدوائر إلكترونية، لتفجيرها عن بُعد، وأخذوا فى رصد تحركات قوات الشرطة، بأن قام المتهمان الثانى والعاشر بوضع العبوة المتفجرة فى المكان الذى رصدوا مرور حافلات الشرطة منه، وما إن ظفروا بهم حتى فجّروا العبوة عن بُعد، قاصدين من ذلك قتل أىٍّ منهم، فأحدث ذلك مقتل المجنى عليه، الذى تصادَف مروره بمسرح الحادث، وقد كان المتهم الثالث موجوداً بمسرح الحادث، لمؤازرة المتهمَين الثانى والعاشر، وتأمينهما ومراقبة الطريق. كما شرعوا فى قتل الملازم أول مروان محمد أشرف، الضابط بقطاع الأمن المركزى، وبعض المجندين، عمداً مع سبق الإصرار والترصُّد. كما بيّنت التحقيقات أن المتهمين خرّبوا عمداً أملاكاً مخصّصة لمصالح حكومية، بأن فجّروا العبوة الناسفة بشارع الأهرام، فخرّبوا واجهة سينما رادوبيس، وسيارتى شرطة رقمى 2813 و2971 المملوكتين لوزارة الداخلية، كما أتلفوا السيارة المملوكة للمجنى عليه مجدى كامل السيد. وكشفت التحقيقات أن المتهمَين الأول والرابع، اشتركا، بطريق الاتفاق مع المتهمين الثانى والثالث والعاشر، فى ارتكاب جنايات القتل العمد المسبوق بإصرار وترصد، والمقترن بجنايات الشروع فيه، والتخريب العمدى، واستعمال المفرقعات. وتوصلت التحقيقات إلى أن المتهمَين الأول والحادى عشر، توجها إلى الشارع الكائن به محل إقامة السفير البلجيكى، والمقابل للمنتدى الثقافى، ووضعوا قنبلة زمنية أمدهما بها المتهمان الثانى والرابع، وفجروها، مما أدى إلى حدوث تلفيات بجزء من السور الخاص بالمنتدى. وتوصّلت التحقيقات إلى أن المتهم الأول والرابع والخامس والسابع، شرعوا فى قتل المجنى عليهما على عبدالحميد أحمد مندوب شرطة، وحفناوى زكريا فرج مجند شرطة، مع سبق الإصرار والترصّد، وذلك بوضع عبوة ناسفة داخل كيس «شيبسى»، أسفل سيارة الشرطة التى كانا موجودَين بداخلها بشارع الهرم. كما أنهم حازوا وأحرزوا، بغير ترخيص، سلاحاً نارياً مششخناً «بندقية خرطوش»، وبندقية آلية.