«لا تفعل. لا تفعل. لا تفعل، ستغير وجه الحرب على عكس أي شيء حدث منذ الحرب العالمية الثانية».. بتلك الكلمات علق الرئيس الأمريكي جو بايدن على تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأول، باستخدام السلاح النووي في حربه بأوكرانيا، الأمر الذي سيطر على اهتمامات الأوساط الغربية التي من بين ما ناقشته بكل تأكيد رد الفعل الأمريكي حال إقدام موسكو على ضربة نووية حتى لو كانت تكتيكية. في هذا السياق، عكفت الولاياتالمتحدةالأمريكية على مدار الأشهر الماضية على إجراء اتصالات سرية مع موسكو، بهدف تحذير قيادتها من العواقب الوخيمة التي ستنتج عن استخدامها للأسلحة النووية، وفقا ما قاله مسؤولون أمريكيون، مؤكدين أن تلك الاتصالات تؤكد ما توعد به الرئيس الأمريكي بايدن وإدارته الحالية علانية، بحسب تقرير اليوم لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. ولفتت الصحيفة في إيضاح لما قالت إنه وعيد الرئيس بايدن، إلى ما قاله بأن رد الفعل سيكون تبعيا وسيعتمد على مدى ما سيفعله الروس. اقرأ أيضا: س وج.. قوة نووية مرعبة تمتلكها روسيا.. ماذا يحدث لو استخدمت في أوكرانيا؟ خيارات واشنطن لدعم أوكرانيا حال نفذ بوتين تهديده يقول مدير مركز «سكوكروفت»، للاستراتيجية والأمن في المجلس الأطلسي الأمريكي، إن أفضل خيار للإدارة الأمريكية حالما واجهت ضربة نووية روسية في أوكرانيا، هو اتخاذ خطوة دعم أوكرانيا وشن هجوم تقليدي أمريكي محدود على القوات أو القواعد الروسية التي شنت الهجوم. ويضيف «تاون»، أنه حتى تلك الضربة التقليدية المحدودة من قبل الجيش الأمريكي ضد روسيا قد ينظر إليها أنها متهورة، وأنها قد تدفع الولاياتالمتحدة إلى خوض حرب واسعة النطاق مع روسيا التي تلوح بالأسلحة النووية. لا تتلاعبوا بردود الفعل الأمريكية بدوره، يقول جيمس إم أكتون، المدير المساعد لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إنه ليس من المنطقي في هذه المرحلة التلاعب بردود الولاياتالمتحدة، لأن هناك مجموعة واسعة من الخيارات الروسية المحتملة بدءً من تجربة نووية لا تؤذي أي شخص إلى انفجار واسع النطاق يقتل عشرات الألاف من المدنيين، وفي الوقت الحالي لا توجد دلائل على أن بوتين قد يتجاوز خيار التعبئة العامة. وعلى النقيض الأخر يقول الخبير الأمريكي داريل كيمبال: «ما يحتاج الجميع إلى إدراكه أن هذه واحدة من - إن لم تكن أشد الفترات - التي قد تستخدم فيها الأسلحة النووية منذ عقود». ومن المرجح أن تستخدم روسيا أسلحة نووية تكتيكية صغيرة والتي يشار إليها أحيانا باسم «أسلحة النووي في ساحة المعركة»، والتي تستخدم لإنهاء حرب تقليدية بشكل إيجابي، وفق الصحيفة الأمريكية. اقرأ أيضا: البداية من «حقيبة بوتين».. من يقرر توجيه ضربة نووية في روسيا؟ رسالة طمأنة من الإدارة الأمريكية وفي رسالة طمأنة أكد مسؤولو إدارة بايدن أن هذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها القيادة الروسية باستخدام الأسلحة النووية، وقالو إنه لا يوجد ما يشير إلى أن روسيا تحرك أسلحتها النووية استعدادا لتوجيه ضربة وشيكة. يذكر أن الرئيس الروسي هدد أن بلاده لن تتردد في استخدام جميع أنظمة الأسلحة المتاحة ردا على أي تهديد لوحدة أراضيها خلال خطاب تليفزيوني، الأمر الذي يراه الغرب خطوة «يأس وضعف».
