ذبح ورجم وجهاد نكاح.. فنون مختلفة في السبي والقتل والعنف تصدر يوميًا إلى الغرب تحت مسمى "الدولة الإسلامية"، دون وعي المُتلقي أن الإسلام بريء مما تدعي تلك الجماعات الإرهابية، التي نجحت في جذب عدد كبير من الأجانب للانضمام إلى صفوفهم، إلا أن الجانب الأكبر منهم شكل صورة مضادة نحو الإسلام والمسلمين. ممارسات لا يرضى بها أي دين سماوي، وترفضها معاني الإنسانية، تسببت في تصاعد ظاهرة "الإسلاموفوبيا" الجديدة في قارة أوروبا، ففي ألمانيا التي تعد ثاني أكبر بلد يقصده المهاجرون من أنحاء العالم تشهد تناميا سريعا لتيار معاداة المسلمين. مواطنون من كل التوجهات السياسية يخرجون في تظاهرات جنبا إلى جنب مع يمينيين متطرفين لمواجهة ما يعتبرونه "أسلمة الغرب". أما بريطانيا التي بها نحو 2.8 مليوني، مسلم والساعية إلى منع مواطنيها من الانضمام إلى الجهاديين، فأقرت قانونا ضد الإرهاب، اعتبرته منظمات حقوقية مسلمة "قاسياً ومنحازاً". واعتدت مجموعة من العنصريين الرافضين لوجود المسلمين في النمسا، على مسجد تابع للاتحاد الإسلامي التركي، في العاصمة النمساوية فيينا، وعلقوا رأس خنزير على باب المسجد. وأوضح بيرم قرار، إمام جامع "قوجه تبه" في فيينا، أن الاعتداء الذي شهده المسجد يأتي بالتزامن مع تزايد الاعتداءات المرتكبة ضد المسلمين ومساجدهم يوما بعد آخر، وذلك خلال تصريحات لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية. ووصف الاعتداء ب"غير المقبول أبدا"، مشيرا إلى أنه تم قبيل صلاة الصبح عندما كان المصلون يهمون لأداء الصلاة، وأن إدارة المسجد أبلغت الشرطة على الفور. وأضرم مجهول النار في مسجد وسط السويد، ما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص، بحسب الشرطة، فيما يعاني ذلك البلد من أزمة سياسية سببها تزايد انتشار أنصار اليمين المتطرف، وصرح المتحدث باسم الشرطة لارس فرانزيل "ألقى شخص ما شيئا عبر نافذة مغلقة، وبعد ذلك اشتعلت النار في الداخل". وأظهر بحث أجرته مؤسسة إكسبو السويدية، المناهضة للعنصرية، أن 12 اعتداء على الأقل استهدفت المساجد في السويد خلال العام الجاري، وشملت هذه الاعتداءات، خلال الأشهر الأخيرة، الإضرار بمباني المساجد، وكسر زجاج النوافذ، وحرق السجاد، ورسم صلبان معقوفة "شعار النازية" على مداخلها. وحول تجدد تلك الظاهرة وأسبابها، قال الدكتور محمد أبو ليلة، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية في جامعة الأزهر، إن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى، حيث أصبح العالم الإسلامي يعيش في مأساة كبرى، نتيجة ما يقوم به الإعلام الغربي ضد المسلمين والعرب، إضافة إلى مناهج المدارس والجامعات، والأفلام الساخرة من الإسلام التي كانت تنشر هناك. وأوضح "أبو ليلة" في تصريحات ل"الوطن" أن أعمال العنف تجاه المسلمين والمساجد في أوروبا، نتيجة أسباب سياسية واجتماعية معقدة، تسببت فيها الجماعات الإرهابية التي صدرت صورة مشوهة عن الإسلام، سواء أعمال "داعش" في سوريا والعراق، أو غيرها من أعمال العنف التي تقام باسم الإسلام، حتى استغلها بعض المتشددين من الغرب ضد الإسلام. وأضاف "هناك منظمات متطرفة في أوروبا مثل الجبهة القومية التي تنادي بإفراغ بريطانيا وأووربا من المسلمين، والنازيين الجدد، وحليقي الرؤوس". إضافة إلى أن هناك خصومات بين بعض الأوروبيين وعدد من الدول الإسلامية مثال السعودية، وأفغانستان، والعراق، وسوريا، بداعي أنها دول مصدرة للإرهاب. ولمعالجة تلك الظاهرة، قال "لابد من تصحيح صورة الإسلام بيننا وبين أنفسنا أولا، قبل أن نطالب به الغرب، مشيرًا إلى أن الأمر بات في غاية الصعوبة، ومن الصعب تغييره في يوم وليلة".