في إطار استعداد مصر لاستضافة قمة المناخ «27 COP»، المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، والتي تعد الحدث الأهم والأبرز على مستوى القطاع البيئي محليًا ودوليًا، بما يكفل تحقيق أهداف اتفاقية باريس، وتحقيق مصالح شعوب القارة الافريقية، يواجه العالم أزمات متتالية بداية من جائحة كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا، ومعدلات التضخم العالمي التي تسجل مستويات لم يشهدها العالم منذ أكثر من 40 عامًا. وفي ظل هذه التحديات والأزمات التي يشهدها العالم، ترصد «الوطن»، آراء الخبراء حول مدى إمكانية دفع العالم فاتورة التغير المناخي. قطب: الدول الصناعية الكبرى قادرة على الحد من تأثيرات التغير المناخي قال الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق، إن العالم قادرًا على دفع فاتورة التغيرات المناخية، ولكن هذا يتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة من خلال الدول الصناعية الكبرى التي تعتبر هي أساس هذه الأزمة الكبيرة التي تهدد العالم، من أجل التقليل من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن هذه الدول. وأشار «قطب»، في تصريحات خاصة ل«الوطن»، إلى أن هذه الدول الصناعية الكبرى، يجب أن تنظر إلى ما تتسبب فيه من ظواهر جوية عنيفة وتغيرات مناخية، يكون لها تأثير على العالم سواء على البيئة الزراعية وعلى الإنسان وكذلك التأثير على اقتصاد العالم، أما في حالة عدم النظر للتقليل من هذه الظواهر والاستمرار في استخدام طاقة الوقود الأحفوري، لن يكون العالم قادراً على دفع فاتورة التغير المناخي. وتابع أستاذ المناخ، أن مصر تستخدم الطاقة الجديدة والنظيفة نحو التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، من خلال المشاريع التي تقوم بتنفيذها على أرض الواقع مثل مشروع «استزراع 100 مليون شجرة»، ومشروع عدم البناء على الأراضي الزراعية، ومشروع استبدال وسائل المواصلات التقليدية بغيرها من الوسائل الحديثة التي تستخدم الطاقة المتجددة، مثل «مترو الأنفاق الجديد والقطار الكهربائي، وزيادة المساحات الخضراء»، كل هذه المشروعات والمبادرات تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية حيث يمكن التكييف مع التغيرات المناخية. ويرى أستاذ المناخ، أن مكافحة التغير المناخي، هي ضرورة يجب أن يتكاتف العالم بأكمله لتحقيقها، لتجنب حدوث ما تتسبب فيه هذه التغيرات المناخية، حيث نشهد الآن جفاف الأنهار وحرائق الغابات وغيرها من الظواهر التي تدمر البنية التحتية وتهلك الاقتصاد بصفة عامة. سمعان: العالم قادر على دفع فاتورة التغير المناخي من جانبه قال الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية في جامعة عين شمس، إن العالم قادر على دفع فاتورة التغير المناخي، حيث مازال العالم يسعى منذ اتفاق باريس 2015 على تطبيق الإجراءات التي تجعل تغير المناخ أقل حدة مما نحن عليه الآن، مشيرًا إلى أن درجات الحرارة زادت إلى 1.2 درجة، والعالم يلاحقه الزمن من عدم تجاوز 1.5 درجة حسب اتفاقية باريس. أضاف «سمعان»، في تصريحات خاصة ل«الوطن»، أن العالم الآن يواجه كوارث بسبب التغيرات المناخية، من جفاف وسيول وأمطار بالإضافة إلى الحرائق، وبالتالي العالم لابد أن يتفق للحد من زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حتى يستطيع تحجيم التأثيرات المختلفة لتغير المناخ وعلى الأقل تثبت درجات الحرارة. وتابع أستاذ الدراسات البيئية في جامعة عين شمس، مصر تسير بخطوات جيدة نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، من خلال الاستثمارات من خلال السندات الخضراء بحوالي 700 مليون دولار لتمويل المشروعات الخضراء. وأوضح «سمعان»، أن هناك أمثلة عديدة تجعل العالم يسارع في مكافحة التغير المناخي، منها على سبيل المثال مع حرق الوقود الأحفوري ينتج عنه انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تسببت في ظاهرة الاحتباس الحراري، ويترتب على ذلك ذوبان الجليد وظهر مؤخرًا أن معدل انصهار الجليد كان أكثر من أي وقت مضى وهو مؤشر على أن منسوب البحار سوف يرتفع ويؤدي إلى سيول. أيضًا ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى حدوث حرائق في الغابات، وهنا سوف نفقد عامل من عوامل التي تساهم في حدوث الأمطار والتخلص من ثاني أكسيد الكربون عن طريق الأشجار، ويؤدي أيضًا إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى تأثيرات على الحيوانات ما يتسبب في انقراضها وكل كائن حي مفيد للبيئة.