لم يدرك محب عزمى الشاب السكندرى المقيم بمنطقة محرم بك أنه حينما يجرى مكالمة هاتفية بالخط الساخن لحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) يحذرهم فيها من وجود تهديد على حياة رئيس الجمهورية ومحاولة اغتياله، أنه سيجد قوة من ضباط إدارة البحث الجنائى بالإسكندرية تتوجه إلى منزله لتفتيشه، وأنه سوف يحتجز بالقسم بقرار من النيابة العامة بتهمة إزعاج شخصيات مشهورة. البداية حينما وردت للواء ناصر العبد، مدير إدارة البحث الجنائى بمدرية أمن الإسكندرية، معلومات بتحذير أحد الأشخاص من اغتيال الرئيس عبر الخط الساخن لحزب الحرية والعدالة، وبالتحرى تبين أن هذا الشخص يدعى محب عزمى (36 سنة، مقيم بمنطقة محرم بك)، وبتقنين الإجراءات تم ضبطه فى منزله وبتفتيشه عثر داخل منزله على جهاز راديو حديث يستقبل الإشارات اللاسلكية وهاتفين لاسلكيين وجهاز حاسب آلى، وعدد من الكتب حول الجاسوسية. وأثارت المضبوطات التى عثر عليها ضباط مباحث الإسكندرية شكوكهم حول شخصيته، واصطحبوه للقسم، تمهيدا لعرضه على النيابة العامة للتحقيق معه، واعترف بإرساله التحذيرات إلى حزب الحرية والعدالة، مبرراً ذلك بتلقيه إشارات عبر الراديو تفيد عزم شخصيات مجهولة اغتيال الرئيس خلال زيارته للإسكندرية، مما جعله يبلغ الحزب حتى يحتاط لهذا الموقف، حرصاً على حياة الرئيس. وأمر محمد حمدى، مدير النيابة، بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد له فى الميعاد وقيدت القضية برقم 33622 لسنة 2012 جنح محرم بك. وعلمت «الوطن» أن شخصية محب دفعت المقدم فرج صابر رئيس مباحث قسم شرطة محرم بك لتطوير مناقشته والتحقيق معه لمدة 6 ساعات متتالية، وهى نفس المدة تقريباً التى استغرقها وكيل النائب العام فى التحقيق مع المتهم. ومحب عزمى (36 سنة) هو شاب سكندرى له هوس بعالم الإلكترونيات وكتب وأفلام الجاسوسية ويهوى اقتناء أجهزة الاتصالات الحديثة، حيث أكد فى مقابلة انفردت بها «الوطن» أنه كان يعمل مندوبا لدى إحدى شركات الأدوية، وأنه إنسان لا يحب المشاكل، وأن مكالمته للتحذير بوجود محاولة اغتيال للرئيس لم تكن من فراغ، وكانت وفقاً لإحساس تسرب له، وحينما شعر بوجود إهمال متعمد فى تأمين الرئيس، خاصة بعدما شاهده فى حديثه خلال احتفال انتصارات أكتوبر أمام آلاف الحاضرين بدون زجاج واق من الرصاص على عكس ما كان يحدث مع الرئيس السابق، وهو ما أشعره بوجود إهمال متعمد فى تأمين الرئيس ومؤامرة باغتياله، فضلاً عما ذكره فى تحقيقاته بالنيابة بأن أحد أجهزته قد استقبل إشارات تدل على وجود محاولة اغتيال للرئيس. وأكد محب أن كل الأجهزة التى ضبطت فى منزله أجهزة لا يعاقب القانون على اقتنائها، ووصف أجهزة الاتصال اللاسلكية المضبوطة بحيازته بأنها لعب أطفال، كما أن جهاز الراديو المضبوط بحيازته ويستقبل إشارات لاسلكية، جهاز يباع فى الأسواق، ورفض ذكر اسمه، وكان يستمع من خلاله للإشارات اللاسلكية لقسم شرطة محرم بك وضباط النجدة والمرور، إذ إن هذا الجهاز لديه القدرة على التقاط تلك الإشارات. وقال محب إنه توجه إلى مقر المخابرات العامة بالإسكندرية لإخبارهم بخطورة تلك الأجهزة، خاصة أنها تباع فى الأسواق بشكل طبيعى، مؤكداً أن لديه ملفا فى المخابرات العامة بالإسكندرية. وتعجب من الطريقة التى تم التعامل بها معه من قبل الأجهزة الأمنية والنيابة العامة، إذ إن شعوره بالخوف على حياة الرئيس ورغبته فى تأمينه كانا الدافع وراء إجرائه مكالمة لحزب الحرية والعدالة لتحذيرهم ولم يكن يتصور أنه سوف يجد هذا المصير.