سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قائد سابق بالمخابرات القطرية: تميم استعاد الحكم من عملاء أمريكا اللواء محمود منصور ل«الوطن»: مصر لم تكن مهتمة ب«الجزيرة».. والقادة العرب طالبوا بغلقها لأنها تذكرهم ب«صوت إسرائيل»
أكد اللواء محمود منصور، مسئول التدريب الأسبق بجهاز المخابرات العامة القطرية، أن تراجع الاحتياج الأمريكى والغربى للتمويل القطرى وتراجع دور حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطرى الأسبق، الذى وصفه ب«العميل الأمريكى»، مكّن الأمير تميم بن حمد من القفز لينال سلطاته الغائبة عن مقعد الأمير منذ عام 1995، وحكم والده، مشيراً إلى أن هناك تحركاً قطرياً حالياً للقضاء على دور العملاء بها. وشدد مسئول التدريب الأسبق فى المخابرات العامة القطرية على أن الأمير تميم ذاته وبعض القيادات العربية شددوا على أهمية غلق القناة بعدما ذكرتهم ب«إذاعة صوت إسرائيل»، على حد وصفه، فى حين أن الجانب المصرى لم يكن مهتماً نظراً لأن مسوح الرأى العام أظهرت عزوف المصريين عن مشاهدتها، وإلى نص الحوار: * تطورات كثيرة شهدتها العلاقات «المصرية - القطرية» برعاية خليجية.. كيف حدث ذلك بحكم اطلاعك على الملف؟ - الأمير «الشاب» تميم بن حمد وجد «فرصة ذهبية» فى تراجع الضغوط الأمريكية والغربية على قطر، وانخفاض الاحتياج إلى الدعم المالى منها، وهو ما يعنى دخول حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطرى السابق والمفوض العام الأمريكى على أرض قطر، إلى «ثلاجة التجميد»، ما خفض من أسهمه بالغرب، وهو ما مكّن الأمير تميم أن يتولى سلطاته بقوة. * ماذا تعنى بدخول «حمد» ثلاجة التجميد؟ - الأمير حمد بن جاسم كان عبئاً على قطر، وحينما انتهى دوره فى الشرق الأوسط لم يعد كذلك، واستطاع «تميم» أن يستعيد سلطة الحكم فى قطر. * وماذا حدث بعدها؟ - دارت حوارات كثيرة على المسرح العربى من مشرقه إلى مغربه، وعلى مستويات متعددة، وبدأت تظهر ملامح التوحد الخليجى والتوافق العربى فى التوجه الاستراتيجى للأمة، لتدخل قطر ضمن منظومة الدفاع المشترك الخليجية، وتصبح جزءاً أصيلاً من اتفاقية الدفاع العربى المشترك، التى أبرمتها جامعة الدول العربية، وهنا نصل إلى نقطة حاسمة فى كيفية الحفاظ على أمن وسلامة الدول العربية لمواجهة التحديات المفروضة عليها. * وكيف تقيم المشهد فى العلاقات مؤخراً؟ - الأمير تميم يتحرك خطوة خطوة، فأوقف التدخلات القطرية المقرونة بنواحى الدعم المادى، ويتحرك بخطوات جيدة، وعلينا أن نسانده فى هذا لأننا نريد نجاحه. * وما الخطوات التى يتحرك بها الأمير تميم حالياً للعودة؟ - يتم اتخاذ خطوات متنوعة يترتب عليها الوصول للدفاع العربى المشترك، والتعاون الزراعى والصناعى على مستوى الأمة العربية، فليس لمصر مطامع فى النواحى الاقتصادية مع قطر، ولكن الترحيب بالتعاون وتحسين العلاقات بين الدول الشقيقة هو الواقع الذى يذكره التاريخ بعد طى الخلافات لبناء المستقبل، فهناك أهداف عظمى للارتقاء بالأمة العربية يجب أن تتحرك مستقبلاً. * وما رأيك فى التطورات التى حدثت بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مبعوثى السعودية وقطر لإنجاز المصالحة؟ - تنبأنا بالأمر منذ عامين حينما قلنا إن ما يحدث من قطر ليس من قبل الدولة، ولكن من قبل العميل الأمريكى الذى استولى على خزانتها وسلطات الحكم برعاية كاملة منها، حتى نجح الأمير تميم مؤخراً فى استرداد سلطاته ليتسلم دفة قيادة الدولة ليديرها كدولة عربية مؤمنة بالقومية العربية، التى تمارس دورها فى تأمين وتطهير الأمة العربية من الأخطار التى تواجهها. الآن نحيا فى لحظات طيبة ناتجة عن جهد طيب بذله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وملك البحرين وأمير الكويت، ولا شك أن موقف الأمير تميم ينم عن شجاعة عربية متوقعة، والمؤكد أنه سيحمل كل الخير لمصر وقطر وسوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان وتونس؛ فإننا نحيا فى لحظة استرداد الذات العربية التى كدنا أن نفقدها فى السنوات العجاف الماضية، ونستطيع أن ننادى الآن لنقول «تحيا الأمة العربية عزيزة كريمة أبية». * وكيف ترى توقف بث «الجزيرة مباشر مصر» من الدوحة؟ - لا شك أن إغلاق القناة هو خاتمة لمرحلة طويلة من المفاوضات والتفهمات العربية فى سبيل المصالحة العربية الشاملة، بعدما وعت كافة بلدان الدول العربية أن الخطر الغربى لا يفرق بين دولة وأخرى، وأن الجانب الغربى والأمريكى ليس صديقاً حقيقياً، وإنما صديق طامع فى الأرض والثروة. * ومن بين تلك الدول قطر؟ - بالتأكيد، فالحكم كان مغتصباً من الأمير تميم ونجح فى استعادة سلطاته كاملة، ولابد أن نذكر أنه كان واضحاً للجميع وجود مطامع دولية من دول كبرى، وإقليمية من تركيا وإيران؛ لذا كان التجمع العربى على استعادة اللحمة العربية تمهيداً لتفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك. * وما خلفيات إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر؟ - فى الواقع لم يكن مخططاً إسكات الجزيرة فى التوقيت الحالى، لأنها لم تكن موضع اهتمام من الجانب المصرى نظراً لأن مسوح الرأى العام تبين من خلالها عزوف المواطنين المصريين عن مشاهدة القناة القطرية نظراً للتردى الإعلامى الذى وصلت إليه والكذب المتكرر وأسلوبها الهابط فى التغطية الإعلامية، إلا أن أمير قطر ذاته وبعض القيادات العربية التى تدير المصالحة ارتأت ضرورة إيقاف تلك المحطة التليفزيونية التى كانت تذكرهم بإذاعة صوت إسرائيل. * وما مستقبل العلاقات «المصرية - القطرية» فى إطار المصالحة الجديدة؟ - ستكون علاقات تعاون شاملة على كافة الأصعدة، لكننا نؤكد أن الجانب المصرى غير طامع فى «الريالات القطرية». * وكيف ترى المستقبل للأمة العربية فى إطار توافق الأهداف العربية والتحديات التى تواجهها؟ - أراه واعداً للأمة العربية، وأرى مستقبل الولاياتالمتحدة المتخبطة هى وأوروبا العجوز مغلقاً، فالمستقبل هو لنا مع الشعوب المماثلة لنا فى أفريقيا وآسيا، وعلينا أن ندعم تعاوناً فى كافة الدول العربية مع الصين والهند وروسيا والدول التى تؤمن بالحرية والديمقراطية، وليست الدول التى تستخدم كلمة «الديمقراطية المتسعة» للإساءة إلى الدول الطامعة فيها.