وصل وزير الخارجية سامح شكري، والوفد المرافق له، مساء اليوم، إلى القاهرة، قادما من بغداد، في ختام جولة استغرقت 3 أيام شملت الكويتوالعراق. وكان شكرى ترأس خلال تواجده بالكويت، وفد مصر في أعمال الدورة العاشرة للجنة المصرية – الكويتية المشتركة، التي أنهت أعمالها أمس، كما عقد وزير الخارجية خلال الزيارة سلسلة من اللقاءات الهامة مع كبار المسؤولين وعلى رأسهم الأمير صباح الأحمد الجابر أمير دولة الكويت، والشيخ جابر المبارك رئيس الوزراء، والشيخ صباح الخالد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، في ضوء العلاقات الوثيقة التي تربط بين مصر والكويت في شتى المجالات، وأيضا التنسيق المشترك فيما يتعلق بمختلف القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك. وخلال زيارته الى بغداد، أجرى وزير الخارجية مباحثات هامة مع كل من الرئيس فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، وأسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية، وهوشيار زيباري وزير المالية، وإبراهيم الجعفري وزير الخارجية، وصالح المطلق نائب رئيس الوزراء، بالإضافة إلى عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى. ونقل شكري للرئيس معصوم رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي تتضمن الإعراب عن تحياته وتقديره للرئيس العراقي، والتعرف على مسار الأوضاع السياسية الداخلية في العراق، والاطمئنان علي التوجه نحو تعميق الحوار الوطني وإشراك كافة القوي العراقية الوطنية بكل مكونات الشعب العراقي، بغض النظر عن الانتماء الطائفي أو الديني، بما يعزز وحدة العراق، ويدعم قدرة الحكومة علي مواجهة التنظيمات الإرهابية، ومن بينها تنظيم "داعش"، حتى يعود العراق لممارسة دوره التاريخي والوطني دون إقصاء لأي فصيل وطني. وشدد وزير الخارجية المصري، على دعم مصر بكافة الوسائل لمسيرة العراق داخل الأمة العربية، ودعم جهود الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب. وتعد زيارة شكري للعراق ذات أهمية كبيرة في ضوء الدور المصري المتنامي، واستعادة مصر لدورها إقليميا ودوليا بعد ثورة 30 يونيو، حيث تتحرك مصر على محورين يشكلان أولوية بالنسبة لسياستها الخارجية، وهما المحور العربي والإفريقي، إذ تتابع مصر وتبذل كافة الجهود من أجل ضمان أمن واستقرار المنطقة العربية، ودعم الأشقاء العرب في مواجهة التحديات السياسية التي تجابهها، وخاصة البلدان التي تعاني من أزمات سياسية، ومن بينها سورياوالعراق وليبيا واليمن. تأتي زيارة وزير الخارجية إلى بغداد في مرحلة دقيقة للغاية بالنسبة للعراق وذلك بعد تشكيل حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، والتي تعمل على تحقيق المصالحة الوطنية ولم شمل العراقيين وعدم تهميش أي من الأطياف، وهو ما يتوافق مع الموقف المصري الذي يقوم ويؤكد أنه لا يمكن محاربة الإرهاب إلا من خلال تجميع الأطياف كافة.