يتوجه زعماء أكبر حركة تمرد إسلامية فى الفلبين، اليوم الأحد، للعاصمة مانيلا في أول زيارة رسمية لهم لتوقيع اتفاق سلام مبدئي، بهدف إنهاء التمرد المستمر منذ عقود. وسوف يقود مراد إبراهيم رئيس جبهة مورو الإسلامية للتحرير زعماء بارزين لقصر مالاكانانج الرئاسي لتوقيع الاتفاق غدا. ومن المقرر أن يصل رئيس وزراء ماليزيا نجيب رزاق لمانيلا، اليوم، بعد أن استضافت كوالالمبور المباحثات التي أدت للتوصل للاتفاق منذ عام 1997. وكان الرئيس الفلبيني بنينو اكينو الثالث، قد أعلن الأسبوع الماضي عن الاتفاق الذي يدعو لإقامة منطقة جديدة تتمتع بالحكم الذاتي فى جزيرة مينداناو بجنوب البلاد، والتي سيطلق عليها "بانجسامورو" أو الدولة المسلمة بحلول عام 2016. وقد أشاد المجتمع الدولي والمدافعون عن السلام فى الفلبين بالاتفاق، باعتباره خطوة رئيسية تجاه إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من مئة ألف شخص منذ سبعينيات القرن الماضي. ولكن مازال يتعين على مفاوضي المتمردين والحكومة وضع تفاصيل لتنفيذ الخطة، وقد حذر بعض قادة المتمردين ومسئولون محليون ومحللون من أنه مازال هناك مزيد من العقبات أمام عملية السلام. وقد تعهد فصيل منشق باستمرار الكفاح المسلح لاستقلال المسلمين فى مينداناو. وقال غزالي جعفر -نائب رئيس حركة مورو الإسلامية للتحرير- أحد القادة المتوجهين إلى مانيلا إن المسلمين يشعرون "بارتياح وسعادة" بصورة عامة. وأضاف: "لقد انتظرنا أعواما للتوصل لهذه التسوية السلمية، وعلينا أن نكون متفائلين بأنه عقب التوقيع سوف يتفق الجانبان على تفاصيل الاتفاقية الإطارية". وقد تم تشديد الإجراءات الأمنية قبل التوقيع فى ظل تحذيرات من أن بعض الجماعات المعارضة للاتفاق سوف تشن هجمات لعرقلة إجراءات التوقيع غدا. وقال المتحدث العسكري الميجور هارولد كابونوك، "إن وحداتنا الميدانية يقظة لإحباط أي خطط شريرة تعتزم العناصر السيئة تنفيذها". ويشار إلى أن حركة مورو الإسلامية للتحرير، تخوض حربا لإقامة دولة إسلامية مستقلة فى مينداناو منذ عام 1978، عندما انفصلت عن جبهة تحرير مورو الوطنية التي وافقت على مسار الحكم الذاتي ووقعت اتفاق سلام عام 1996. ودخلت حركة مورو الإسلامية للتحرير في محادثات سلام مع الحكومة في عام 1997، ووافقت في بادىء الأمر على قبول حكم ذاتي في جولة غير ناجحة من المفاوضات في عام 2008.