مشهد يتكرر داخل أروقة محاكم الأسرة بشكل يومي، حيث يتزاحم الأزواج أمام مكتب تسوية المنازعات بعد سنوات من الحب والعيش تحت سقف منزل واحد، فعند الخلاف ينسى كل طرف الحب والعشرة التي جمعته بالآخر لسنوات، ويحاول كل منهم الخروج من الزيجة بأقل الخسائر أو منتصرا على الآخر. ما هو الإنذار بالطاعة؟ وفي الكثير من الأحيان يلجأ الزوج لإنذار الطاعة ليؤرق حياة زوجته، سواء كان معه الحق أو لا، أو حين يجدها تسعى لإثبات حقوقها الشرعية، أو حين رغبتها في الطلاق والانفصال عن طريق المحكمة. الاعتراض خلال 30 يوما وخلال هذا التقرير، أجاب علي حمودة محامي أحوال شخصية، على تساؤل بعض النساء عن كيفية التعامل عند الإنذار بالطاعة، فقال إنه من حق الزوج الإنذار بالطاعة لزوجته إذا خرجت عن طاعته، وعلى الجانب الآخر يكون من حقها الاعتراض بشرط أن يكون خلال 30 يومًا فقط من تاريخ إعلانها بالمحضر. رفض اعتراض الإنذار أو عدم استلامه وأشار إلى أنه في حالة عدم اعتراض الزوجة على الدخول في طاعة زوجها، خلال ال30 يومًا، يتم إسقاط نفقتها من على الزوج من تاريخ انتهاء المدة الممنوحة لها للاعتراض، أما في حالة عدم إعلان الزوجة بإنذار الطاعة الذي قدمه الزوج، حينها تكون غير ملزمة بالإطاعة، ويحق لها أن تطلب من المحكمة استخراج شهادة من البريد لتثبت أنها لم تستلم الإعلان. موقف الزوجة من إنذار الطاعة أما بالحديث عن موقف الزوجة في حالة الإنذار بالطاعة، قال حمودة: «إذا الزوجة لم تأخذ إجراء برفع دعوى الاعتراض على إنذار الزوج للدخول في طاعته، وقتها يتم توقف نفقتها على الزوج من تاريخ انتهاء المدة المحددة للاعتراض خلالها بقوة القانون، وذلك دون حاجة لحكم قضائي بذلك؛ لأن في هذه الحالة الامتناع معتبر بحكم نص القانون. لا طاعة لمطلقة وأضاف خلال حديثه ل«الوطن»، أنه في حالة قيام الزوج بإنذار طاعة للزوجة أكثر من مرة تكون ملزمة بالاعتراض على إنذار الطاعة الأول فقط، وما بعده يصبح بلا قيمة لأن الإنذار الأول حقق الغرض، أما إذا قام الزوج بإنذارها في الوقت الذي أقامت فيه الزوجة دعوى طلاق للضرر أو خلع وتم إصدار حكم فيها لصالحها، حينها يتم رفض الإنذار لأنها أصبحت مطلقة ولا توجد طاعة لمطلقة. شروط الاعتراض على الإنذار بالطاعة وعلى الزوجة أن تثبت خلال اعتراضها على إنذار الطاعة، أن زوجها غير أمين عليها ويهجرها في الفراش أو يبخل عليها، ويسيء لها بالقول أو الفعل، أو يضربها ويهينها، أو يعنفها نفسيًا، وذلك بشهادة شهود، أو تثبت أن ليس لها مسكن لائق لها اجتماعيًا وبمفردها، أو أنه ليس خاليا من أهله أو سكن ملك للغير، أو جيرانها غير صالحين أو معروفين بسوء السمعة، أو أن مكان سكنها بعيدًا ولا تجد من يغيثها أو أنها لا تأمن على ما لها معه، أو تبديد المنقولات الزوجية. واختتم حمودة حديثة بأنه يجب على الزوجة أن تعترض خلال الميعاد المحدد وتقضي المحكمة من تلقاء نفسها بعدم الاعتداد بالاعتراض على الإنذار بسقوط الحق، وذلك لإقامته بعد الميعاد، وإلا تعتبر ناشزا، وحينها يحق لزوجها وقتها تحريك دعوى نشوز ضدها.