شهدت جمعة «كشف الحساب»، أمس الأول، سقوط عشرات المصابين من الجانبين، بينهم شخصيات عامة وقيادات سياسية وشبابية، وكان من بينها أحمد بهاءالدين شعبان، المنسق العام للجمعية الوطنية، والثنائى الشبابى، خالد تليمة وشادى حرب. فى السطور التالية يروى عدد من المصابين كيف سالت الدماء. قال محمد عبدالفتاح عضو حزب المصرى الديمقراطى: تلقيت ضربة بمطواة أسفل البطن، تطلب علاجها «ثلاث غرز» وذلك بعد وقوفى بالقرب من أعضاء من جماعة الإخوان، وكانوا يريدون أن أشارك معهم فى إلقاء الطوب، وعندما رفضت لاحظ أحد الموجودين معهم شعار الحزب المصرى الديمقراطى والكتلة المصرية، فقال لى إنت شيوعى وكافر وضربنى بمطواة». أحمد بهاءالدين شعبان، القيادى اليسارى، قال ل«الوطن»: «بمجرد أن وصلت إلى ميدان التحرير، مع مسيرات القوى المدنية فى الثالثة من عصر الجمعة، فوجئت بعدد من شباب الإخوان يصرخون فى وجهى: أهو.. اليسارى الشيوعى، وانطلق بعضهم نحوى للاعتداء البدنى علىّ، لولا وجود عدد من شباب التيار الشعبى والحركات الثورية، الذين نجحوا فى تهريبى إلى محطة مترو الأنفاق، بعيداً عن مرمى الاشتباكات»، ومرة أخرى خرج بهاء الدين، للميدان، لكنه لم يسلم فى النهاية من التعرض لإصابات طفيفة جراء التراشق بالحجارة بين الطرفين (متظاهرين وإخوان). بهاء الدين شعبان، رأى أن اشتباكات الجمعة الماضى، هو مؤشر خطير لظهور ما سماه ب«الدولة الفاشية»، التى بدأت تتنامى مع رغبة جماعة الإخوان المسلمين فى السيطرة على كل مقاليد ومفاصل الدولة، و«إسكات» صوت المعارضة، فلا تعلو عندها إلا أصوات التأييد والثناء للرئيس محمد مرسى وجماعته، مشيراًً إلى أن سيناريو يوم «كشف الحساب» سيتكرر مجدداً، كلما حرصت الجماعة على اتهام معارضى «مرسى» بالفلول والمأجورين، متابعاً: «لسنا كذلك، فنحن عناصر تشكل قلب الثورة، إلا أن رغبة الإخوان فى إحكام السيطرة على مصر، جعلتها تسير على نفس خطى نظام مبارك». ورداً على اتهامات الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذى وصف اشتباكات التحرير بأنها تسعى للتغيير على طريقة «ماركس وجيفارا»، أضاف بهاء الدين: «على العريان أن يتوقف عن اتهاماته السخيفة.. فهو يكذب مثلما يتنفس»، موضحاًً أن «اليسار الذى يتحدث عنه كان يدافع عن الجماعة حينما كانت محظورة، ومحامو اليسار المصرى، هم من قضوا نصف أعمارهم أمام المحاكم العسكرية، دفاعاً عن العريان ومرسى». إصابات كثيرة بين صفوف المتظاهرين، كان من بينهم الناشط خالد تليمة، عضو المكتب التنفيذى للتيار الشعبى، الذى أصيب فى قدمه اليسرى بكدمات خلال الاشتباكات، أكد أن جماعة الإخوان وأنصارها، خططوا منذ البداية لإفساد جمعة «كشف الحساب»، لأنهم يخافون أن تسهم فى إفشال مخططاتهم للسيطرة على مصر، دون أن تكون هناك أدنى معارضة لهم، مشدداً على أن المعركة مستمرة بين الثورة ونظام الإخوان الحاكم، فإما الانتصار وتحقيق أهداف ثورة يناير، أو الانضمام لقائمة الشهداء. تليمة، حمّل الرئيس مرسى والجماعة، المسئولية الكاملة عن الاشتباكات ودماء المصابين التى سالت من أكثر من 120 من خيرة الشباب المصرى، لافتاً إلى أن شباب الجماعة تلقوا أوامر بضرورة استمرار الاشتباكات لحين الانتصار على الثوار، وكأنها معركة حياة أو موت، حسب وصفه، مما يدل على أن النظام يرى القوى الثورية عائقاً فى طريقه لإحكام القبضة على مصر.