أشهر قليلة فصلت بين الحدثين، لوادر تزيل السور، ووسائل إعلام تهلل لفتح الشارع أمام المصريين بعد سنوات من إغلاقه، وأحداث عنف فى محيط السفارة الأمريكية تعيد المشهد إلى ما كان عليه، شوارع مغلقة وجدران عازلة. «أغيثونا أغيثونا، رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، وزير الداخلية نناشدكم إزالة الحاجز الخرسانى وفتح شارع أمريكا اللاتينية بسبب الأضرار العامة على السكان وأصحاب المحال والشركات والعاملين بها منذ 11 سبتمبر 2012، تنفيذاً لحكم محكمة القضاء الإدارى بفتح جميع الشوارع المحيطة بالسفارة الأمريكية» رسالة استغاثة، رفعها أهل شارع أمريكا اللاتينية بعدما ارتفع سور خرسانى ضخم حاجباً الشارع وما فيه عن الأنظار، وفارضاً على أهله ورواده الالتفاف فى شوارع جانبية بعيدة ليتمكنوا من دخول مقاصدهم. محمد محمود (57 عاماً)، أحد العاملين بمحل ملابس فى الشارع قال: كلنا متضررون من السور، ورغم أن المحكمة حكمت بفتح الشارع، إلا أنه بعد ما فتح أياماً قليلة قفلوه تانى وكل ده بيعرضنا لخساير». «أنا اتسرقت وحالى وقف وقربت أفلس»، قالها محمد عبدالوهاب، مشيراً إلى الأرفف الفارغة من حوله، وقال: كان فى أجانب وعرب كتير بيحبوا يشتروا العبايات التراثية اللى ببيعها، لكن الحال وقف من بداية الثورة، واتدمر كل حاجة خلال أحداث العنف حوالين المحل، جيت فى يوم لاقيت المحل فاضى، بضاعة ب 70 ألف جنيه راحت وعارف إن عمر الدولة ما هتعوضنى». المعاناة التى يعيشها أصحاب المحال المطلة على ميدان سيمون بوليفار، والواقعة قبل السور الخرسانى الضخم، لا تمثل شيئاً إذا ما قورنت بتلك التى يعانيها أصحاب المحال الواقعة بعد السور.. «ياسين»، يمتلك محل ملابس بعد السور مباشرة، قال: حالنا وقف، ماعدش بيع ولا شراء، وفيه محلات قفلت زى محل الورد اللى قدام السفارة، ومحل البازار اللى بقى يفتح ويقفل فى ساعتين». ياسين كان يقف إلى جوار لافتة المحل المهشمة، حين قال: «أنا اتعودت خلاص على الخسارة، كل شوية أدفع إصلاحات؛ مرة أصلّح رخام الرصيف، ومرة اليافطة ومرة إزاز المحل، لكن خلاص الحكاية مابقتتش مستحملة».