يتوجه قادة دول مجلس التعاون الخليجى اليوم إلى العاصمة القطريةالدوحة للمشاركة فى القمة السنوية للمجلس، فيما أكدت مصادر دبلوماسية عربية ل«الوطن» أن مصر تشارك فى هذه القمة بصورة غير مباشرة، من خلال اللقاءات المكثفة التى عقدها وزير الخارجية المصرى سامح شكرى مع نظرائه العرب خلال مشاركته مؤخراً فى الدورة الأخيرة لمنتدى «حوار المنامة» الذى انعقد فى البحرين، وزيارته الأخيرة للعاصمة العمانية مسقط، التى التقى خلالها نظيره العمانى، من أجل حشد الدعم العربى لمصر وتوحيد مواقف دول الخليج إزاء دعم مصر للخروج من القمة بموقف خليجى موحد. وتابعت المصادر: «بالإضافة للجهود التى قام بها وزير الخارجية المصرى، فإن قادة ووزراء خارجية السعودية والبحرينوالإمارات والكويت سيعبرون عن الرؤية المصرية فى اجتماع القمة، ومن المؤكد أن يتضمن البيان الختامى للقمة وكلمات القادة دعماً مباشراً لمصر». وتناقش القمة عدداً من القضايا السياسية والأمنية فى مقدمتها مكافحة الإرهاب وتوحيد الموقف الخليجى من مصر، والتحديات الاقتصادية المرتبطة بانخفاض أسعار النفط، وزيادة الربط المائى والكهربائى والبرى والسكك الحديدية بين دول المجلس، وتفعيل السوق المشتركة، وإنشاء قيادة عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب. وغادر الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، القاهرة، مساء أمس، إلى الدوحة على رأس وفد رفيع المستوى للمشاركة فى أعمال القمة. وقالت الجامعة العربية، فى بيان لها، إن زيارة الأمين العام تأتى تلبية للدعوة التى تلقاها من وزير الخارجية القطرى الدكتور خالد بن محمد العطية. وأكد الأمين العام على أهمية انعقاد هذه القمة فى ظل التطورات والتحديات الخطيرة التى تعصف بالمنطقة، مشيداً بالجهود التى بذلتها دول مجلس التعاون الخليجى من أجل رأب الصدع وتحقيق التوافق واستعادة التضامن العربى. وأكد صالح محمد بن نصرة العامرى، سفير الإماراتبالدوحة، ل«الوطن»، أن بلاده تشارك فى القمة تجسيداً لرؤيتها لضرورة المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها ومصلحة شعوبها، وبما يعود بالخير والتنمية والتقدم على سائر دول وأبناء مجلس التعاون. وشدد السفير على أن هذا الاجتماع يأتى وسط أجواء إيجابية، بعد اتفاق الرياض التكميلى، معرباً عن تفاؤله بنتائج القمة قائلاً: «نحن على ثقة تامة بأن حنكة وحكمة قادة دول المجلس وحرصهم على تعميق أواصر التنسيق والتعاون ستلبى تطلعات وآمال شعوبها من خلال القرارات والمواقف التى من شأنها تعزيز وحدة الصف الخليجى والعربى». وقال الدكتور عبداللطيف بن راشد الزيانى، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى، إن قطر لها دور فاعل ومؤثر فى مسيرة المجلس وإنجازاته المتعددة على الأصعدة كافة وفى جميع المجالات، مؤكداً أن القمة تأتى فى وقت «مهم جداً» وظروف فى غاية الحساسية. وفى حواره مع وكالة الأنباء القطرية (قَنا) وصف القمة بأنها «قمة الفرحة»، لأنها تنعقد فى أجواء «فرحة» أهل الخليج بتضامن دولهم وتمسكها بالثوابت التى جمعتهم، مشيراً إلى اتفاق الرياض التكميلى ونتائجه الإيجابية. وقال «الزيانى» إن الأوضاع والمستجدات الخطيرة التى تعيشها المنطقة تؤثر بعمق على أمن المنطقة والأمن الإقليمى، وبخاصة فى ظل تصاعد خطر التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وغياب موقف عربى تضامنى، وحالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن فى بعض الدول الإقليمية.