واصل العشرات من طلاب جماعة «الإخوان» تنظيم التظاهرات والمسيرات فى مختلف الجامعات، أمس، تنديداً ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونجليه ورموز نظامه فى «قضية القرن» وبإجراءات التفتيش الصارمة التى يخضع لها الطلبة والطالبات، حيث نظم طلاب «الجماعة» وقفة احتجاجية بفرع جامعة الأزهر فى أسيوط، للتنديد ببراءة «مبارك» وباقى المتهمين، والمطالبة بالإفراج عن زملائهم المحبوسين على ذمة قضايا عنف، ورددوا هتافات مناهضة للجيش والشرطة. وقال عبدالعظيم حسن، موظف بجامعة الأزهر فرع أسيوط، إن «طلاب الإخوان قطعوا الطريق أمس خلال مظاهرة لهم أمام كلية (أصول الدين والدعوة) مستخدمين فروع الأشجار وأشعلوا النار فيها، لكن قوات الأمن فضت المظاهرة ومشطت محيط كليات العلوم والزراعة واللغة العربية والشريعة والقانون». وفى جامعة الزقازيق، نظَّم العشرات من طلبة «الجماعة» مسيرة اعتراضاً على حكم البراءة، مطالبين بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى. من جهة أخرى، نظم طلاب الإخوان بكلية العلوم جامعة الإسكندرية وقفة احتجاجية للتنديد بإجراءات التفتيش والبوابة الحديدية التى وضعتها الإدارة فى الممر الوحيد بينها وبين ساحة كلية الزراعة، بعد بناء جدار بين ساحتى الكليتين، ورفع الطلاب عدداً من اللافتات منها لافته كتبوا عليها «ابنى سور فى الكلية.. مش هنبيع القضية». وفى القليوبية، تظاهر العشرات من طلاب «الإرهابية» بكلية الزراعة التابعة لجامعة بنها فى مدينة «مشتهر»، ونظموا وقفة احتجاجية داخل مبنى الكلية للمطالبة بالإفراج عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المحبوسين على ذمة قضايا شغب، مرددين هتافات معادية للجيش والشرطة ورافعين شعارات «رابعة»، فيما رفعت أجهزة الأمن المدنى بالجامعة حالة الطوارئ القصوى. وتحرك العشرات من الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية بجامعة بنى سويف فى مسيرة داخل الجامعة، للمطالبة بعودة زملائهم المفصولين، ووقعت مناوشات كلامية بين المشاركين فى المظاهرة والمناهضين لهم من طلاب الجامعة عقب ترديد كل منهما لهتافات مناهضة للآخر، دون وقوع اشتباكات. وفى جامعة عين شمس، نظم العشرات من طلاب القوى الثورية وطلاب الإخوان مسيرة لم تتجاوز 10 دقائق طافت أرجاء كلية الهندسة، أمس، للتنديد ببراءة «مبارك» وأقطاب نظامه، وردد الطلاب هتافات «وحياة حقك يا شهيد.. ثورة تانى من جديد»، و«يسقط يسقط حسنى مبارك»، فيما كثفت قوات الشرطة وجودها فى محيط الجامعة، حيث دفعت بسيارة مكافحة شغب وسيارتى أمن مركزى أمام الباب الرئيسى، ومشطت القوات محيط الجامعة للتأكد من خلوها من أى متفجرات. من جانبه، قال الدكتور محمد الطوخى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، إنه «تم فصل 7 طلاب خلال الفصل الدراسى الأول، بسبب تورطهم فى إثارة الشغب والعنف». وأضاف «الطوخى» ل«الوطن» أن «الطلاب المحبوسين والبالغ عددهم نحو 40 طالباً لن يتمكنوا من أداء امتحاناتهم وفقاً لقرار وزير التعليم العالى بمنعهم من أداء الامتحانات». فيما شهدت جامعة القاهرة والشوارع الجانبية المحيطة بها وجوداً مكثفاً لقوات الأمن، أمس، استعداداً لزيارة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء للجامعة لإلقاء خطاب ضمن فعاليات «الموسم الثقافى» بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، حيث دفعت قوات الأمن بعدد من التشكيلات التابعة لها فى محيط الحرم الجامعى، وتمركزت 7 مدرعات مكافحة شغب و5 سيارات «حاملات جنود» على منافذ الدخول والشوارع الجانبية المحيطة بالحرم تحسباً لقيام عناصر تنظيم الإخوان بأى أعمال تخريبية قبيل زيارة «محلب» للجامعة، كما كثف أفراد الأمن الإدارى وجودهم أمام مبنى القبة، ومشطوا الحرم الجامعى من الداخل للتأكد من عدم وجود أى ممنوعات. وانتشر أفراد وضباط الشرطة على البوابة الرئيسية للجامعة وأمام منفذى كليتى «الآداب والتجارة» وأمام منفذ مترو الأنفاق، كما انتشروا بالقرب من منافذ الدخول لمشاركة أفراد شركة «فالكون» فى تأمين البوابات. وفى جامعة الأزهر، دخلت قوات الأمن إلى حرم فرع البنات لفض تظاهرة نظمتها العشرات من طالبات الإخوان، أطلقن خلالها الألعاب النارية. وقال الدكتور عبدالحى عزب، رئيس الجامعة، أثناء جوله تفقدية له بكلية الشريعة والقانون، أمس، إنه «لا مكان للمخربين بالجامعة»، مناشداً الطلاب ضرورة الانتظام فى الدراسة، ومؤكداً أنه «لا مكان لفاسد داخل جامعة الأزهر التى تعد رمزاً للوسطية والاعتدال، والتى تسعى حالياً لاستعادة ريادتها بأيدى أبنائها المخلصين الذين يعملون فى مؤسسات الدولة المختلفة». يأتى ذلك فيما استمرت عملية تسكين طالبات مدينة الأزهر الجامعية فى هدوء، بينما اشتكى بعض الطالبات من «التضييقات الأمنية» على بوابات الجامعة ومن إجراءات التفتيش المشددة التى يخضعن لها. من جهته، قال حسين ياسين، المدير العام لمدن الأزهر الجامعية، إنه تم تسكين 1200 طالبة، مشيراً إلى أن «عملية التسكين سارت فى هدوء وانتظام دون وقوع أى مشكلات تذكر».