حظت دعوة الحوار الوطني، الذي من المقرر أن ينطلق في الأسبوع الأول من شهر يوليو القادم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، على استجابة واسعة من القوى الوطنية المختلفة، وعلى نسبة رضا وتفاؤل عالية بين المواطنين، فيما تواصل إدارة الحوار الوطني استعدادها التنظيمية واللوجسيتية قبل انطلاق الحوار. وبلغة الأرقام الأكثر دقة، فقد رصدت إدارة الحوار الوطني مستويات الاستجابة للدعوة بين القوى السياسية، ووصلت نسبة الاستجابة والتأييد التام -وفقا لإدارة الحوار بعد توجيه الدعوات- إلى نسبة 96%، فيما مثلت نسبة ال4% استجابة للدعوة مع آراء حول ضمانات الحوار، مشيرة إلى استبعاد ردود الفعل المحايدة المتمثلة في نشر الأخبار أو التقارير الإعلامية دون إبداء تعليق. وعلى مستوى المواطنين، تفوقت النظرة الإيجابية للحوار بنسبة كبيرة وصلت إلى 84٪ في مقابل 14٪ فقط نظرة سلبية، كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي نسب تفاعلات غير مسبوقة عبر المنصات المختلفة بشأن الحوار الذي احتل صدارة قائمة "الأكثر تفاعلاً" على «فيسبوك، تويتر، تيك توك» لعدة أيام بعد انطلاق دعوة الرئيس، كما ظهر الحوار الوطني كأحد الكلمات الأكثر بحثاً وفقا لمؤشرات موقع جوجل. تشكيل 4 فرق تنظيمية لإدارة الفاعليات: "العلاقات العامة" و"اللوجستيات" و"المحتوى" و"الإعلام" وأشارت إدارة الحوار إلى أنه قد تنوعت ردود الفعل الإيجابية تجاه الحوار، وشملت تلك الردود: الإشادة بتأييد واستجابة القوى السياسية والأحزاب ورموز المعارضة للدعوة، والتأكيد أنها تمثل بداية انفراجة حقيقية وتعتبر أولى الخطوات التنفيذية في إعادة التدشين لحالة الاصطفاف الوطني، والتأكيد على دور الأكاديمية الوطنية وخريجيها في تنظيم هذا الحدث العام والتاريخي استنادا على دورها ونجاحاتها في تنظيم وإدارة العديد من الفعاليات المهمة محلياً ودولياً، والإشادة بتنوع التمثيل في الحوار الوطني وأنه يتسع لكل أطياف المعارضة السياسية، والثقة في تناول الحوار الوطني لكل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي يمر بها المجتمع المصري.وشكلت إدارة الحوار الوطني 4 فرق تنظيمية لتنسيق الفعاليات وتنظيم العمل أثناء الجلسات، وضمت فريق "العلاقات العامة والاتصال" المنوط بإعداد قوائم حصر القوى السياسية والمدنية، وتوجيه الدعوات للقوى المشاركة في الحوار، والاتصال مع المشاركين، ومتابعة المكاتبات والاتصالات. أما الفريق الثاني فهو "فريق اللوجستيات" والمنوط بتنظيم الفعاليات وورش العمل، وتحضير وتجهيز الاحتياجات اللوجستية، وتجهيز وتحضير القاعات وأماكن انعقاد الجلسات والفاعليات.ويعد "فريق المحتوى" هو ثالث الفرق التنظيمية التي شكلتها إدارة الحوار، والمنوط باستلام وتنسيق مقترحات ورؤى القوى المشاركة، وكتابة محاضر اجتماعات وجلسات وفاعليات الحوار وإعداد تقرير سير العمل بها، وصياغة وكتابة أوراق السياسات وأجندة العمل المتفق عليها. أما الفريق الرابع فهو "فريق الإعلام" ودوره متابعة ورصد ردود الأفعال على الفعاليات وصياغة ونشر البيانات الإعلامية والتغطية الإعلامية للفاعليات المختلفة أثناء الحوار. وحددت إدارة الحوار الوطني 6 مرتكزات رئيسية للحوار، أولها التهيئة المجتمعية من خلال فتح نقاشات عامة في وسائل الإعلام المختلفة للتمهيد للحوار، وتوسيع قاعدة المشاركة لتشمل جميع الفئات والقوى السياسية والطبيعية، والتوسع المكاني والجغرافي عبر عقد ورش عمل وفاعليات وندوات بمختلف المحافظات، وتكوين لجنة حيادية لإدارة الحوار تضم 15 إلى 20 شخصية من الشخصيات الوطنية التي تمثل مختلف التيارات، مع التأكيد على حيادية دور الأكاديمية الوطنية للتدريب في إدارة الحوار باعتبارها هيئة مستقلة. أجندة الحوار تتضمن 3 محاور رئيسية "السياسي والاقتصادي والاجتماعي" وقضايا متنوعة أبرزها الزيادة السكانية والخطاب الديني وحددت إدارة الحوار الوطني 3 محاور رئيسية للحوار، وهي: المحور السياسي، المحور الاقتصادي، المحور الاجتماعي، إضافة إلى طرح عدد من القضايا المتنوعة، أبرزها الزيادة السكانية، وتجديد الخطاب الديني.وحول آليات المشاركة، فقد أطلقت إدارة الحوار استمارة إلكترونية لتسجيل الرغبات والمقترحات عبر الموقع الإلكتروني للمؤتمر الوطني للشباب، وبلغت حجم استمارات طلب المشاركة 69 ألف و530 استمارة، فيما وجهت دعوات للجهات المختلفة والشخصيات العامة والاعتبارية وصل عددها أكثر من 400 استمارة. إدارة الحوار توجه أكثر من 400 دعوة للشخصيات العامة ورؤساء الأحزاب والنقابات والخبراء وممثلي الأزهر والكنيسة واستهدفت الدعوات ممثلي المجتمع المصري بكافة فئاته ومؤسساته بأكبر عدد ممكن لتوسيع قاعدة المشاركة، لضمان تمثيل جميع الفئات وتحقيق الزخم الحقيقي والمصداقية والفعالية، وشملت الفئات المستهدفة 20 فئة، وهي: الأحزاب السياسية بتياراتها المختلفة بين مؤيد ووسط ومعارض، والمجتمع المدني والجمعيات الأهلية، والنخبة السياسية والفكرية والمثقفين، والصحفيين والإعلاميين، والفنانين، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، واتحادات الصناعات والغرف التجارية وجمعيات رجال الأعمال، والقوى الطبيعية التي تشمل شيوخ وعواقل المحافظات الحدودية والصعيد والنوبة، وممثلي المجالس القومية المتخصصة لحقوق الإنسان والمرأة والطفل، وممثلي الأزهر والكنيسة، والشخصيات الحقوقية والمعارضة، والنقابات، والمراكز البحثية والجامعات، واتحادات الطلبة، وأصحاب المعاشات والعمال والفلاحين، والشباب، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والمجلس الأعلى للصحافة. ومن المقرر عقد مؤتمر موسع لمناقشة مخرجات الحوار في النسخة التاسعة من المؤتمر الوطني للشباب، الذي يعقد سنوياً تحت رعاية الرئيس السيسي، ومن المنتظر أن تعقد النسخة الجديدة في مدينة العلمين الجديدة العام الحالي. ماذا قالت القوى السياسية والأحزاب؟ وأكد عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، أن الحوار الوطني هو بداية مرحلة جديدة واستقرار وما ويؤسس للجمهورية الجديدة وتفعيل الحالة الديمقراطية، لافتا إلى أن حزب الوفد حزب معارض وطني له تاريخ طويل ويؤمن بالحوار وشكل لجنة داخلية للتباحث حول الدعوة وإعداد المقترحات والتوصيات الخاصة بالحزب. وقال النائب حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري، إن الأهم من الحوار هو الهدف المنشود من الحوار، فالعالم والدول يواجهون تحديات كبرى، ولا توجد دولة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية إلا من خلال جبهة وطنية صلبة ومتماسكة، لافتا إلى أن نجاح الحوار يتوقف على تحقيق الهدف منه.وأشار إلى أن الدول تتابع الأحداث الداخلية لمصر بشكل دائم، وأي حالة من التضارب تؤثر على الدولة بشكل مباشر فلا يمكن أن يأتي المستثمر وهناك حالة من عدم الاستقرار، فهناك ما يعرف بمخاطر الاستثمار، وتصنيف مصر الاقتصادي والسياسي والاجتماعي مهم ويجب أن نعمل على تحقيق الأهداف لصالح الدولة المصرية بجميع مكوناتها من نساء وشباب وأحزاب ومؤسسات مجتمع مدني، فنجاح الحوار الوطني نجاح للجميع.وقال المهندس حسام الخولي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن بمجلس الشيوخ، إنه ومنذ أن وجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة الجلوس على طاولة من أجل الحوار الوطني، بدأ الحزب استعداداته سريعاً استجابة لدعوة الرئيسة، ووضع عدد من الرؤى التي يطلب التباحث فيما حولها خلال الحوار الوطني، مؤكدا أن الحزب قدَّم كل الأفكار التي يرغب بمناقشتها خلال مجريات الحوار للوصول لحلول لتلك الأفكار، وما سيفيد الدولة المصرية.وقال ناجي الشهابي رئيس حزب «الجيل الديموقراطي»، إنّ الحزب تلقى دعوة الرئيس بكل ترحاب واعتبرها مدخلًا حقيقيًا للجمهورية الجديدة، موضحا أنّ الحزب عقد 13 اجتماعًا لكي يصل إلى ملفات بعينها يمكن أن تكون دورية في الحوار الوطني الذي تستطيع به مصر أن تواجه كل التحديات والصعاب كافة، خاصة أنَّ العالم يمر بأزمة اقتصادية طاحنة.