عينان ثائرتان كموج البحر، تزينان وجه مصري، أصيل بملامح بسيطة، وفي نهايته جبهة العريضة ترى منابت شعره الأبيض المجعد، يتناسب مع شارب أبيض كث، يزين شفتان رفيعتان، كأنهما قررا الرحيل، يرتدي جلباب مميزة تجعل منه ذلك الرجل البسيط، وتعيد في الخيال ذكري "صعلوك " قديم. وكأن العناصر كلها تجمعت معًا لرسم ملامح "ثورة" برتبة شاعر مازالت ذكراه حية في هتافات الثوار، وفي أغاني الكادحين، تدفئ أحلامهم في ليالي الشتاء، بالرغم من مرور عام على رحيله. مر عام على رحيل أحمد فؤاد نجم، "فاجومي" الشعر العامي، بعد أن خلد أسمه محفورًا في الشعر المصري، فكان صادقًا كصوفي متدين، ولاذع كطعم الظلم في النفوس، ومترمد مناضل كمحارب قديم، بعد أن ألهب الثورة في النفوس بقصائد كتب سطورها معاناة الضعفاء والمهمشين. وفي ذكرى الفاجومي، لا يحيي ذكراه سوى أعماله، أشعار بسيطة كتبت للخلود. "أنا مابخفش وحفضل أقول، كلمة حق عليها مسؤول، إن الريس راجل طيب، وبشعبه دايماَ مشغول، مشغول إنه يلم فلوسهم، بره سويسرا يحوشهلنا، وف حسابات سريه يشلها، نفسه يأمن مستقبلنا، شفتوا أزاي بقه قلبه رحيم". "أه يا وطن على الورق، الحلم فيك على الورق، والعلم فيك على الورق". "كل عين تعشق حليوة، وأنت حلوة في كل عين، يا حبيبتي أنا قلبي عاشق، واسمحيلي بكلمتين، كلمتين يا مصر يمكن، هما أخر كلمتين، حد ضامن يمشي آمن، أو مآمن يمشي فين". "شيد قصورك ع المزارع، من كدنا وعمل ايدينا، والخمارات جنب المصانع، والسجن مطرح الجنينة، وأطلق كلابك في الشوارع، وأقفل زنازينك علينا". "هللي يا شمس البشاير، طابت و آن الأوان، طلي وحلي الستاير، نور الأشاير يبان، و أرخي الضفاير مناير، فوق الزمان و المكان مصر الشباب العزيزة قامت، و كان اللي كان". "يا خالقنا و عالم بلاوينا، يا رازقنا و حاسب خطاوينا، نسأل فضلك من إحسانك، يظهر عدلك وبسلطانك، يطلع فلاح من وسطينا يزعط افندينا و حرامينا". "يا إسكندرية بحرك عجايب، يا ريت ينوبني من الحب، جانب تحدفني موجه على صدر موجه، والبحر هوجه، والصيد مطايب، أغسل هدومي وأنشر همومي على شمسه طالعة، وأنا فيها دايب". "دولا مين ودولا مين، دولا عساكر مصريين، دولا مين ودولا مين دولا ولاد الفلاحين، دولا الورد الحر البلدي يصحى يفتح اصحى يا بلدي دولا خلاصة مصر يا ولدي دولا عيون المصريين". "وبكره لما قمركو يطلع، و الشمس تسطع فوق كل حاجه هتقولو كان في المكان ده، ناس فيهم طيابه فيهم حماس، و في الحماس بعضشي عباطه وكانو آخر الامر ناس". "أحنا الفعلا البنايين.. أحنا السنه وأحنا الفرض أحنا الناس بالطول والعرض، من عافيتنا تقوم الأرض، وعرقنا يخضر بساتين".
