«وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ».. تحققت هذه الآية الكريمة في عم وجدي رجل بسيط بائع سميط ومخبوزات متجول في أحد شوارع القاهرة، رصدته كاميرا برنامج «حياة كريمة» المذاع على فضائية «DMC» من تقديم الإعلامي أيمن مصطفى. استوقف مقدم برنامج حياة كريمة أحد الباعة الجائلين، واشترى منه «سميط» ليعرف حاله وظروف معيشته، ولكنه وجد حالة من الرضا والحمد في نفس البائع لم يشاهدها من قبل، فأعطاه مبلغا من المال يعادل قيمة بضاعته تشجيعا له، وانصرف عنه، وظل فريق العمل يراقب البائع عن بعد.
الناس للناس.. عم وجدي يطعم طفلا «عمو لو سمحت عاوز أروح شارع السودان».. بهذه الكلمات نادى طفل على العم وجدي بائع السميط، وكانت تبدو عليه علامات التعب، فقدم له البائع بعضا من مخبوزاته وقطعة من الجبن مجانا، ولما عرف بطريقه أعطاه مالا يكفي مواصلاته، قائلا: «لما تجوع ومش معاك فلوس اطلب من الناس مش عيب كلنا بنكمل بعض».
ميدالية أبطال حياة كريمة وسرعان ما لحق به مقدم برنامج حياة كريمة قبل أن يغادر مكانه ويستكمل عمله، وسأله عن ما فعله مع الطفل فقال «طفل صغير ومش معاه فلوس كان لازم اعمل كده، واللى بتطلعه من هنا ربنا بيعوضك بغيره»، واهدى برنامج حياة كريمة ميدالية الأبطال لعم وجدي بائع السميط.
وسأله مقدم البرنامج على طلباته أو أحلامه ليرد، قائلًا: «الحمد لله مش محتاج أي حاجة في ناس كتير أحق مني ومحتاجين أكثر مني، انا مش محتاج حاجة وشغال كل يوم وربنا بيبعت لي رزق يوم بيوم ومش هاخد اكتر من طاقتي، والحمد لله صحتي وصحة عيالي بخير ومش هحتاج أكتر من كده، وببص على قدي دايما وكان نفسي أعلم أولادي والحمد لله بيتعلموا وربنا يبارك لنا في الشغل وناكل ونشرب ونعيش مستورين لأن أهم حاجة الستر والرزق بايد ربنا وهو مش هينسى أولادي لو حصل لي حاجة، أهم شيء إن الإنسان يسعى». وأهداه برنامج حياة كريمة مبلغا ماليا يعينه على مشقة الحياة بعد أن لم يعرفوا له طلبا محددا.
