اتهمت موسكو الغرب، اليوم، بأنه يريد "تغيير النظام" في روسيا التي تواجه عقوبات بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية، في حين نددت كييف بوجود 7500 جندي روسي في شرق البلاد الانفصالي ودخول معدات عسكرية جديدة من روسيا. وفي موجة جديدة من التصعيد الكلامي، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الغرب، بأنه يسعى إلى التسبب في "تغيير النظام" في روسيا عبر العقوبات التي فرضها بعد النزاع في أوكرانيا. وقال "لافروف" -أمام منتدى خبراء سياسيين في موسكو- إن "الغرب أثبت بما لا يقبل الشك أنه لا يسعى إلى إرغام روسيا على تغيير سياستها، بل يريد التوصل إلى تغيير النظام"، مضيفًا "ثمة الآن رجال سياسة في الغرب يقولون إن من الضروري فرض عقوبات من شأنها تدمير الاقتصاد الروسي والتسبب في اندلاع احتجاجات شعبية". وفق وكالة أنباء "إيتار تاس" الروسية. والعقوبات الأوروبية والأمريكية التي فرضت بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا في مارس وتعززت إثر سقوط الطائرة الماليزية وعلى متنها 298 شخصًا والتي أسقطت على ما يبدو بصاروخ فوق الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في أوكرانيا، توجه ضربة قاسية للاقتصاد الروسي الذي بات على شفير الانكماش. وفقد الروبل قرابة ثلث قيمته أمام اليورو منذ بداية العام. وأثناء زيارة إلى كييف، أمس، التي صادفت مع ذكرى اندلاع التمرد الموالي للغرب في ساحة ميدان في كييف، حذر نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن روسيا ستدفع المزيد ثمنًا "لعدوانها" في أوكرانيا. وبمناسبة هذه الزيارة، زود الجيش الأمريكي أوكرانيا ب3 رادارات مضادة لمدافع الهاون وتهدف إلى رصد وتحديد مواقع إطلاقها. وجاءت تصريحات "لافروف" بعد أن ألمح "بايدن" في إسطنبول، أمس، الى احتمال فرض مزيد من العقوبات على روسيا بسبب دورها "غير المقبول" في أوكرانيا. واتهم "بايدن" روسيا بعدم الالتزام باتفاق السلام الذي تم توقيعه في سبتمبر والذي تضمن وقفًا لإطلاق النار في شرق أوكرانيا. وأعلن وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك لدى لقائه مساء أمس، الملحقين العسكريين الأجانب، كما جاء في بيان نشر السبت على موقع الوزارة في شبكة الإنترنت، أن "وجود 7500 عنصر من القوات المسلحة الروسية على الأراضي الأوكرانية، هو عامل مقوض للاستقرار يمنعنا من الإسراع في تثبيت الوضع في بلادنا". ومن أجل مواجهة هذا التهديد، تنوي أوكرانيا "زيادة عدد قواتها المسلحة"، كما أضاف الوزير الذي لم يقدم مزيدًا من الإيضاحات. وتحدثت رئاسة أركان عملية "مكافحة الإرهاب" التي تشنها أوكرانيا منذ منتصف أبريل في الشرق، صباح اليوم، عن دخول 20 قطعة عسكرية جديدة من روسيا عبر مركز ايزفاريني الحدودي الذي يسيطر عليه الانفصاليون الموالون لروسيا.