التقى الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، قيادة فرع طرطوس للحزب وقيادات الشعب والفرق التابعة له، ونوه الرئيس الأسد بالحالة الوطنية المتقدمة التي يجسدها السوريون في كل المناطق السورية ومنها محافظة طرطوس إن كان من خلال صمود أبنائها وتضحيتهم في سبيل الدفاع عن الوطن أو احتضانها للمهجرين من المناطق التي ضربها الإرهاب. وفق الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا". وقال "الأسد"، إن الأزمة التي تشهدها سورية كشفت أهمية حزب البعث كحزب عقائدي منفتح على الجميع وهذا يحمله مسؤولية إضافية وخصوصًا أن جزءا مما نشهده اليوم في بلادنا هو حرب فكرية إقصائية تتطلب منا المواجهة بالفكر وليس من خلال التصدي للإرهابيين على الأرض فحسب، مضيفًا أن الأزمة زادت من مستوى التسييس لدى المواطنين وهذا يجعل من تطوير عمل البعث ولغته وأساليبه ضرورة ملحة لأن المواطن السوري لم يعد يقبل بالأساليب القديمة، معتبرًا أن أمام الحزب إمكانية كبيرة لتحقيق ذلك لكونه يمتلك مشروعًا فكريًا وسياسيًا واضحًا وينطلق من ظاهرة طبيعية هي العروبة. وأكد المسؤول السوري، أهمية الحوار بين مختلف مستويات الحزب لمواجهة التحديات المقبلة لأن الحوار هو الذي يولد الأفكار ويقوي القواعد ويهيئ الكوادر القيادية، مشددًا على ضرورة إيجاد آليات جديدة للعمل داخل الحزب تؤهل كوادره لأداء دورهم الوطني وأحد أهم جوانبه موضوع الفساد ومراقبة الأداء والتخلص من الانتهازيين. وأكد "الأسد" -حول الوضع في سوريا وآخر التطورات الإقليمية والدولية- أن "قواتنا المسلحة تواصل التصدي للتنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها"، وشدد في الوقت ذاته على أهمية مسيرة المصالحات الوطنية، معتبرًا أن أي جهد دولي يجب أن يصب في إطار تعزيز هذه المصالحات والضغط على الدول التي تدعم الإرهابيين بالمال والسلاح لوقف ذلك. واعتبر الرئيس السوري، أن الوضع الدولي فاقد للرؤية في المرحلة الحالية خصوصًا بعد الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها "داعش" التي لم يأت وجودها من فراغ وإنما جاء نتيجة تراكم السياسات الخاطئة والعدوانية من قبل أطراف الحرب على سورية والتي كرست دعم وتسليح وتمويل المنظمات الإرهابية والتكفيرية بهدف تدمير سورية وضرب وحدة الشعب السوري وأمنه واستقراره. وتابع الأسد قائلًا: إن المنطقة تعيش مرحلة مفصلية وما سيحدد وجهتها هو صمود الشعب السوري في وجه ما يتعرض له ووقوف الدول الصديقة إلى جانبه إضافة إلى قناعة أطراف دولية أخرى بخطورة الإرهاب على استقرار المنطقة والعالم وصولا إلى تعاون دولي حقيقي وصادق في وجه هذه الآفة الخطيرة.